للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القضاة الشافعي وابن أخته القاضي محب الدين محمد بن البهائي أحمد بن ظهيرة القرشي وصحبته الشهود بباب السلام وغيرهم، وتأخّر الفقهاء عنه لعدم طلَبهم لذلك كالعادة.

وفي ليلة تاريخه وصل إلى مكة الخواجا الكبير المحترم شرف الدين ابن شيخ الدهشة الحلبي فهرع الناس من الأعيان للسلام عليه، واجتمع به قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة فوجد عنده أخاه القاضي تاج الدين بن ظهيرة فسأله الخواجا في استنابته له في نيابة الحكم بمكة وكان توسّل به في ذلك فتوقف أخوه قليلًا فلازمه وأكد عليه فما أمكنه إلّا موافقته ففوّض إليه الحكم بحضرة جماعة في المجلس منهم إماما الحنفية السيّدان عفيف الدين عبد الله وشهاب الدين أحمد البخاريان، وأشهدهما بذلك بسؤال الخواجا له فأشهدهما على نفسه بما فوّضه له موافقة فيما سئل فيه.

وفي يوم تاريخه أمر نائب جدة الرومي بالشروع في كتابة دفتر لأسماء أهل مكة لأجل تفرقة الدقيق الواصل إليهم بحرًا من القاهرة المحروسة المتفضل به الخنكار سليم شاه ابن عثمان على أمر ملك الأمراء نائب الديار المصرية وهو أربعمائة حمل دقيق، بيع بعضها لأجل حمله من جدة إلى مكة فباشر ذلك بعض الأروام من جهة نائب جدة وشاهدان (١) من جهة القاضي الشافعي وهما العدل ولي الدين أبو زرعة المنوفي والمحبي محمد بن الرضي الحناوي، فبدؤوا في كتابة البيوت الملاصقة للمسجد الحرام ثم بقية حارات مكة على ترتيبها وأثبتوا الأحرار من الفقهاء وأتباعهم والعامة من أهل البلد والغرباء ما عدا التجار، فبلغني أنّ مجموع عدّتهم أربعة عشر [ألف] (٢) نفس، واستمرّ ضبطهم إلى أثناء العشر الثالث من شهر رمضان حتى كملوا ذلك.


(١) بالأصل: وشاهدين.
(٢) كلمة سقطت من الأصل أضفناها ليتم المعنى.