للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولبس قاضي المحمل العلامة فتح الدين أبو الفتح محمد بن أحمد الوفائي المالكي خلعة بطرحة على العادة ومشى أمام المحمل، فكانت العرضة عظيمة لكثرة الناس والخيول المسوّمة الحشيمة.

وفي ضحى تاريخه بعد العرضة ركب قاضي القضاة وهو مريض وواجه أمير الحاج في منزله بالمدرسة الأشرفية القايتبائية فسلّم عليه وألبسه خلعة قفطان حرير خلاف عادة القضاة. وتوجّه إلى منزله فتتابع الفقهاء لتهنئته، وبرز الشريف بركات إلى خارج مكة جهة اليمن لإبعاده عن الحاج.

وفي يوم الأحد ثاني تاريخه فُرّقت الصر في المدرسة المظفرية فابتهج بها أهلها وسُرِّ القابضون لها. وفي صبح تاريخه فرقت غالب البيوت على أهلها.

وفي ظهره (١) ماتت ابنة شقيقتي الكبرى أم هاني سعادة المسماة كمالية ابنة السراجي عمر ابن الشيخ جمال الدين محمد بن عمر الرضي المكي وعمرها نحو ثمانية أشهر، وكانت في غالب هذه المدة مريضة، وكذا والدتها، عافاها الله تعالى ولطف بها آمين.

وفي عصر تاريخه طلع إلى جبل أبي قبيس لرؤية الهلال نائب القاضي الشافعي وابن أخيه القاضي محب الدين محمد (٢) ابن القاضي بهاء الدين أحمد بن ظهيرة القرشي الشافعي ومعه شهود باب السلام وبعض جماعة من الفقهاء، فلم يروه وكان الجو صاحيا.

وفي ليلة الإثنين ثاني تاريخه اجتمع الشيخ العلامة الصالح خاتمة السلف وبقية الخلف نور الدين علي ابن .... (٣) الشوني ثم القاهري الشافعي - نفع الله به، وكتب سلامته - وجماعة من فقرائه وغيره أمام الرواق الشمالي من المسجد الحرام، بالقرب


(١) بالأصل: وفي ظهر.
(٢) كذا بالأصل. وقد ورد اسمه مرارًا محب الدين أحمد بن ظهيرة. انظر مثلًا ص ٢٩٧.
(٣) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.