للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يطلبه فامتنع من التوجّه إليه، فأرسل له قاصدين من صبيان الحاكم مبارك بن بدر ولم يخبرهما بحقيقة حاله، فطلباه إلى الحاكم فتوجّه معهما ومروا به على بيت المالكي ودخلا به إليه فمسكه بيده ولبب (١) له وسَبّه، وأراد عباس البطش به فما مكّنه صبيان الحاكم منه، فأمرهما المالكي بالتوجّه به إلى الحاكم فتوجّه إليه وحكى تزوير المالكي فتشوش من ذلك وأمر بإطلاقه. [وله أفعال قبيحة وتزويرات أعظم من هذه] (٢).

وسمع قريبه القاضي الحنفي بالقضية فأرسل إلى الحاكم يطلب منه دفع القضية إليه لكونه قريبه فقال الحاكم: هذا مظلوم، والله در بعض الشعراء حيث قال:

كنَّا نَفرّ من الولا … ة الجائرين إلى القضاة

فالآن نحن نفرّ من … جور القضاة إلى الولاة

وفي أثناء ليلة الجمعة خامس عشري الشهر وصل ساع (٣) من قاضي جدة الجمالي محمد بن ظهيرة إلى مُستَنيبه قاضي القضاة الشافعي بمكة المحبي بن ظهيرة يخبره بوصول قاصده من مصر بالولاية له ووصل معه مراسيمه من ملك الأمراء بالديار المصرية، فبشّر بذلك وكذا محبيه واغتم أعاديه له لكونه سادهُم يصغر سِنّه، فالله تعالى يزيده من الخير، ويدفع عنه كل شر وضير.

وفي صباح تاريخه توجّه الأعيان من الفقهاء وغيرهم للسلام وسُرّ غالب الناس بولايته لعقله ودينه، زاده الله من ذلك.

وفي عصر يوم السبت ثاني تاريخه وصل القاصد من جدة وصحْبَته شاووش من الدولة يقال له شجاع ورفقته ثلاثة مراسيم له أحدها مطلق لكل واقف عليه وثانيها للشريف وثالثها توقيع، وفيها الثناء عليه وإجابة الشريف لما سأله فيه من


(١) أمسك بتلابيبه.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٣) بالأصل: ساعي.