للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلفه ووادعه القضاة (١) والأعيان، فالله يزيده من الخير، ويدفع عنه كل شر وضير، بمحمد وآله آمين.

وفي صبح يوم الخميس رابع عشر الشهر وصل إلى مكة الخواجا … (٢) ابن حب الرمان الدمشقي بسبب التشكي من القاضي المالكي الزيني عبد الحق النويري لما أثبته عليه من المال الذي عنده، وليس له أصل، للقاضي تاج الدين رئيس الشام لكونه جليس القاضي المالكي الخواجا إبراهيم ابن الشيخ علي التاجر كان لوالده عنده دَين بمسطور. وقال بعض الحجاج: إن له سفره عند ابن حب الرمان وأعطى بعض الشهود مبلغًا للشهادة بذلك، فامتنع وأمر المالكي بكتابة المستند بشهادة عباس ابن أبي المحاسن بن الضياء فوقع بينهما ما تقدم ذكره في شهر جماد الأول فأبطل ذلك وكتب المستند بشهادة رجلين غائبين عن مكة سافرا مع الحاج وأثبته وتوجّه به خصمه إلى جدة وطالب ابن حب الرمان بالمال فقال: ليس له عندي مال وهذا زور، فوجّه عليه القاضي الشافعي يمينا فخرج من جدة وأتى إلى مكة فحضر بعد صلاة الصبح في الربعة السليمية في المقام الحنفي وأشْلى على المالكي ودعا عليه ودخل إلى المطاف والتزم الملتزم عليه وهو محترق والناس ساكتون ولم ينكر معه أحد … (٣) الدّين بقلبه وذلك أضعف الإيمان.

وفي ظهر يوم الجمعة ثاني تاريخه مسك ابن حب الرمان الخطيب عند صعوده المنبر وصاح: واإسلاماه، واديناه، أظْلَم ويُزَوّر عليّ بالباطل وأنا بمكة! فدفعه الناس عن الخطيب ولم يُجدِ فعله ولا وجد له ناصرا، وبلغ المالكي ذلك فاختفى بعد الصلاة ولزم بيته مدة فاستفتى عليه خصمه في ثبوت المال عليه مع وجوده قرب مكة، فأفتاه بعض المالكية بصحة الحكم مع إبقاء حجة خصمه فبلغ القاضي ذلك


(١) كلمة وردت مكررة بالأصل.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.