للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا تُقْبَل توبته. فسألوا المغربي عن ذلك فأنكره، فشهد عليه ابن أخت المنكر القاضي سعد الدين ابن القاضي خير الدين أبي الخير بن أبي السعود بن ظهيرة الشافعي والخواجا عبد الكريم ابن الفخري أبي بكر الطهطاوي المالكي مع غيرهما، فحينئذ أمر القاضي الشافعي المغربي بالتشهّد، وردعَه بكلمات ومنعه من الكلام على العامة بالمسجد الحرام.

فخرج من المجلس وهو ذليل خائف، والْتَمَّ عليه جماعة من المفسدين العوام وغيرهم من الأروام وألزموه بالجلوس ومكاتبة الشريف بركات بأمره، فكاتَبَه وجلس في المسجد على عادته فرآه القاضي الشافعي، وأرسل له بالقيام وامتثال أمر الشرع الشريف، فقام بسرعة وهو مع … (١) ومحبيه كثيري (٢) الإنكار على أهل البلد.

وكثرت القالات والأهواء المضلات (٣) وموجب ذلك شغور المسجد الحرام من واعظ يلتمّ عليه العامة، فإنّهم لما رأوا المغربي التمّوا عليه خصوصًا ويعمل ذِكْرًا وأورادًا (٤) بعد صلاة الصبح والعشاء.

وفي ثالث يوم الواقعة وهو يوم الأحد ثاني شهر جماد الثاني جلس المغربي بجرأته وإقدامه وكون بعض الأروام منهم اليازجي في العمارة الخنكارية سأل الشافعي في عود المغربي لعوده (٥) في مجلس ورده، فقال: لا يتكلم بكلام الصوفية في حضرة العامة، فإنهم لا يفهمون ذلك، فجلس وتكلّم في الحسد وغيره مع التعرّض للمنكرين، فاشتدّ العوام في نُصرته بل بالغ المشدّ على العمارة وأخذ المغربي وذهب


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٢) بالأصل: كثيرين.
(٣) بالأصل: وأهوا المضلات.
(٤) بالأصل: وأوراد.
(٥) كذا بالأصل.