للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرحوم الشيخ الحافظ تقي الدين أبي الفضل محمد ابن الشيخ العلامة المسند نجم الدين محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي، رحمه الله تعالى، المشمولة بنظري كما شرَطه واقفه، وكانت خربة وعمَّرها والدي وأحدث مخزنًا في شرقي الدار مدة سبعين سنة بتقديم السين المهملة بمبلغ مائة وأربعين أشرفيًا جعلت منها للمستأجر خمسين أشرفيًا بعمارة عين الوقف ثم تعدى على تغيير شيء فيه ونقض بعضه، فأنكرتُه، وتكلّم معي بعض فقهاء الشافعية في تسليم إرش لما تعدى به في مدة إجارته مبلغ عشرين أشرفيًا فصار المقبوض بيدي من دراهم الإجارة مبلغ مائة وعشرة أشرفية عمرتُ بجميعها مع دين على الوقف بمثلها وأزيد، كما هو مكتوب في القوائم المخلدة تحت يدي، فالله تعالى يحسن عملي ويضاعف أجر الواقف وأجري.

وفي يوم الأربعاء تاسع الشهر المذكور سَبَّلْتُ الماء في السبيل طلبا للثواب والأجور قبل كراء الدار، طالبًا من الله الخير المدرار.

وتوالى في هذا الشهر عدة حوادث مؤلمة، وللقلوب مظلمة، فالله تعالى يحيلها عن المسلمين ويلهم الحكام العدل في العالمين، منها وصول عسكر الأروام إلى بندر جدة من البحر فارتفع سعر الحب بمكة بحيث بلغ: بيعت الربعية المصرية بربع دينار ونصف والذرة بخمسة محلقة صغار والشعير بأربعة صغيرة والفول بثلاثة محلقة ونصف. وكان غالب الناس لا يجدون في السوق غيره، نسأل الله أن يلطف بالمسلمين.

وفي يوم الأحد ثالث عشر الشهر وصل بعض عسكر الأروام لمكة بأمر نائب جدة العلائي علي الشاووش الرومي، ويقال فعل ذلك لضيق جدة وغلو الماء بها، فتشوّش لذلك صاحب مكة الشريف أبو نمي وجميع أهلها خصوصًا وقد عملوا بمكة أعمالًا شنيعة من هجم بيوت الناس وإخراجهم منها مع حريمهم ووضع أيديهم على أمتعتهم