للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرشية المكية، حضره القضاة الأربعة والشريفان زين الدين حميضة وأخوه شولق ابنا صاحب مكّة السيد جمال الدين محمد بن بركات الحسنيان وخلق من الأعيان كالفقهاء والتجار وغيرهم من النساء والصبيان وأوقدت شموع الحرم بالفوانيس وغيرها بمباشرة ناظر الحرم والمتعاطي للعقد ابن عم الزوجين قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة القرشي الشافعي وابن القاضي بهاء الدين أحمد ابن قاضي القضاة ناظر المسجد الحرام الجمالي أبي السعود بن ظهيرة القرشي الشافعي وعظّم كلًا من الزوجين بألقاب كثيرة، معتبرة شهيرة.

وكان العقد لهما بمائتيْ مثقال كعادة سلفهم، وبعد فراغه من الخطبة شرب الجماعة الحاضرون سكرا مذابا وبخروا بالعود والعنبر والماورد وسمعوا إنشادا مطابًا، فكانت الليلة بهجة، والخلق فيها مبتهجة، وأصبح الناس هّنؤوا الزوج بذلك.

وجاء الخبر من جدة بنصرة الخنكار على أعدائه المهالك، وتوجّه القاصد الرومي إلى فريق الشريف، فقابله بالمسرة والتشاريف، وزيّن الناس بندر جدة، وزال عنهم الكرب والشدة، ونودي في مكّة بزينتها وإظهار السرور بها سبعة أيام، وكان ذلك في يوم الإثنين خامس الشهر المذكور [لوصول خبر نصرة السلطان وأخذ جزيرة رودس] (١).

وفي ثاني تاريخه خرجت المؤذنة لطلب النساء في العرس المشهور فاجتمع بمنزل الزوجة أسفل مكّة القضاة الثلاثة خلا الحنفي وقرابة الزوج بني ظهيرة وبعض التجار من أصحاب والده وغيرهم. وألصق الحاضرون على مؤذنتين واحدة لأهل الزوج وثانية للزوجة، فأعطى القاضي الشافعي والقاضي شمس الدين بن عوض المباشر لكل واحدة أشرفيًا سليميًا عن أشرفيين وكذا والد الزوج وبعض الحاضرين وبقيتهم كل


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي. وانظر تفاصيل فتح جزيرة رودس في كتاب الإعلام للنهروالي ص ٣١٥ - ٣١٧؛ وكتاب تاريخ الدولة العلية لمحمد فريد بك المحامي ص ٢٠٣ - ٢٠٦.