للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مباركا عليهما وعلى أهلهما.

وفي يوم تاريخه عمل السيد علاء الدين ملك التجار الحسني سماطا هائلا في منزله بالقاعة المطلّة على المسجد الحرام جوار باب العمرة، التي أنشأها القاضي كاتب السر البدري محمد بن مزهر أول القرن العاشر (١). وانتقلتْ لصاحب المهمّ، وكان زخْرَفَ سقوفها ونوّرَ جدرانها وصرف (٢) على مهمّه مصرفا عظيما، يقال إنه ذبح خمسين كبشا وخمسة رؤوس بقر وجملين، وغير ذلك من الدجاج والأرز والحلويات وغالب الأطعمة طعام العجم مع كثرتها لا يعرف غالب أسمائها ودُعِيَ لها خلق من الأعيان والقضاة والفقهاء .... (٣) والفقراء. وجلس على السماط بنفسه حتى فرغ وقسّم منه جملة.

وفي ليلة الإثنين ثاني تاريخه عمل مولدًا معظما في القاعة المذكورة .... (٤) من الأعيان وغيرهم وكان فيها قناديل وسُرُج كثيرة مع الشموع الكبار البهجة. وقرأ المولد الجمالي محمد بن خضير والشهابي أحمد القباني وأنشد كل منهما قصيدة فيه، وألبسهما خلعتين معظمتين، ودُعي فيه للسلطان والشريف ولصاحب المولد. ومد فيه الحلوى والفتوت للحاضرين وكان كثيرًا في أوان مفتخرة مع البن والبخور والماورد والصندل والقهوة.

وبعد الفراغ من المولد انصرف الأعيان وجلس الفقراء للذكر. وكان بهجًا مأنوسًا، جعله الله مباركا على صاحبه وأخلف عليه نفقته بخير، ببركة من وُلد فيه.


(١) ذكر منزل ابن مزهر في كتاب غاية المرام للعز بن فهد ٣: ١٥٤.
(٢) بالأصل: وأصرف.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل.