وكان اتفق له في العام الماضي شهادته لجماد الثاني برؤيته له من منزله في جبل لعلع فلم يُرَ الشهر إلّا تامًّا مع وفاة الشريف ثقبة ابن صاحب مكة السيد بركات الحسني شقيق صاحب مكة السيد أبي نمي.
واتفق مثل ذلك في هذا الشهر لأن في صبح تاريخه مات الشريف أبو سعيد أخو صاحب مكة المشار إليه. وأمه حبشية كان منقطعًا عندها بمكة أشهرًا بوجع الشباب وحمى الدق. فجهّز ضحى تاريخه وصلّي عليه عند باب الكعبة وشيّعه خلق إلى المعلاة، ودفن خارج قبة أخيه، وعملت له ربعة بالمسجد والمعلاة ثلاثة أيام، وختم له في صبح الثلاثاء. وعُدّ ذلك من الاتفاقيات وتشاءم الناس بشهادة الواسطي لموت الأخوين في كل شهر شهد فيه كل سنة.
وفي جمعة تاريخه وصل الخبر لمكة بحرًا من اليمن أن أهل عدن انتصروا على الأمير مصطفى بيرم الرومي صاحب زبيد لحصاره لهم، وتوجّه لبلاده بعد قتل جملة من جماعته. ثم وصل منه قاصد لمكة وأخبر أن سبب عوده من عدن لمحل ولايته لما بلغه أن العرب اجتمعوا على أخذ زبيد وأن الفرنجة المخذولين قصدهم التوجّه لعدن من البحر، وقصد حفظ بلاده وإرسال مراكب في البحر لجهة عدن لحفظها من الفرنج، والله أعلم بحقيقة الحال. وتشوش الأروام لهذا الخبر وكانوا أخروا سفر القاصد مسلم لأجل الخبر بنصرته لنائب مصر الكافلي سليمان باشا الخصي. فإنه كان حريصًا على ذلك ويسأل عنه.
وفيها وصل القاصد البدوي رفيق مسلّم من مصر وأخبر بتحقيق نصرة سلطان الزمان سليمان خان بن عثمان على الفرنج المخذولين أهل الأنقرس وبني الأغراض (١)
(١) كثيرا ما يُغيّر مؤرخو العصر أسماء بعض البلاد من بينها "بلغراد" التي يسميها بعضهم "بني الأغراض" مثل جار الله بن فهد هنا.