للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نقدر على منعهم ولا نخالف مرسوم الخنكار، فتوقفوا في ذلك وكاتبوا ملك الأمراء نائب الديار المصرية فأحال الأمر عليهم.

وضبط أهلَ البلد الشيخُ ولي الدين أبو زرعة المنوفي الشافعي على عادته - نفع الله به - فبلغ عدتهم أربعة وعشرين ألفًا زيادة على العادة بنحو سبعة آلاف لكثرة الغرباء المقيمين بمكة الواصلين إليها برًا وبحرًا.

فتلف الحب لخزنه وخرج منه للدشيشة .... (١) وجميعه .... (٢) إردب وأعطي لكل نفر نقصًا عن عادته. فلكل واحد من الفقهاء ربع مُدّ ينقص نصف كيلة. ولكل عامي كيلتان ونصف بحسب عدد عيالهم. واستمروا على ذلك نحو عشرين يومًا. فالله تعالى يجزي المتصدقين خيرا وينتقم من المؤذين، بمحمد وآله آمين.

وفي يوم الخميس تاسع عشر الشهر وصلت قافلة المدينة الشريفة وفيها فخر الدين ابن شيخ السدنة جمال الدين محمد بن عمر الشيبي بعياله وأولاده والقاضي سعد الدين ابن العلامة القاضي خير الدين أبي الخير بن ظهيرة القرشي بعياله وغيرهم ممن جاور بها، وقاضي المدينة كان وخطيبها وإمامها الآن القاضي فتح الدين أبو الفتح ابن قاضي القضاة صلاح الدين محمد بن أبي الفتح بن صالح الشافعي وبعض أقاربه، والقاضي خضر الرومي الحنفي والشيخ جمال الدين عبد الله بن عمر كاتب الحرم الشريف بعياله وخلق منهم. وكُتبوا في صدقة الحب وأعْطوا منه كالفقهاء وهو قليل بالنسبة لما يحصل في بلدهم، فإن حبهم كثير وعددهم قليل.

وفي يوم الجمعة ثامن عشر الشهر ختم علي صحيح البخاري بالمسجد الحرام الفاضل المقرئ شهاب الدين أحمد بن … (٣) الأندلسي المغربي المالكي وسمعه جماعة


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٣) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.