للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ماهك قال: اعتمر من الجعرانة ثلاثمائة نبي، وصلّى في مسجد الخيف سبعون نبيًا.

وبالجعرانة ماء شديد العذوبة يقال إن النبي فحص موضع الماء بيده المباركة فانحبس فشرب منه وسقى الناس. ويقال: إنه غرز فيه رمحه فنبع الماء موضعه وهذان الخبران (١) في كتاب الفاكهي (٢). انتهى كلام الفاسي ملخصًا.

ونقل جد والدي الحافظ الرحلة تقي الدين محمد بن فهد الهاشمي المكي . في كتابه الإبانة في فضل الجعرانة (٣) فضائل كثيرة اقتصرتُ منها على ما ذكرته.

وقد قرأتُ هذا المؤلف من لفظي في الجعرانة بحضرة جماعة من الفضلاء منهم: أئمة الشافعية المحمدون عبد البر وأبو الخير وأبو اليمن، والبرهاني إبراهيم أولاد الإمام أبي السعادات الطبري وغيرهم. وأجزت أنا والأئمة لمن حضرنا روايته، وزرنا في المكان المسجدين المأثورين وشربنا من البئر الكبيرة العذبة الماء المشهورة على الألسنة أنها البئر المباركة النبوية. وهي مدورة وبقربها بئر مربعة وعدة أشجار جميز عظيمة في الكبر يقال بعضها قديم وبعضها محدث، ورأينا بقرب المسجد الأقصى عدة قبور للعرب النازلين بجعرانة وبالبعد منه عند الصخار الشرقية محل (٤) يقال له الصحيفة حجارة مُلْس يَعْجن فيها الزوار عجينهم ويقرصونه صغارًا ويخبزونه على النار ويتهادون به لأهل مكة عند عودهم. ولم أرَ له ذكرًا في التاريخ ولا نبّه عليه جدي، لكن يفعله السلف عن الخلف.

وأقمنا بالجعرانة من بعد صلاة العصر وأحرمنا منها وعُدْنا إلى مكة المشرفة


(١) بالأصل: الجعرانة، والإصلاح من شفاء الغرام للفاسي.
(٢) الفاكهي: أخبار مكة ٥: ٦١.
(٣) ذكره البغدادي في إيضاح المكنون ١: ٨.
(٤) بالأصل: محال، والإصلاح مقترح.