للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع الجمالي محمد بن مدهش كاتب الشريف أمير مكة وجماعة من الصيارف يعدون الفضة عن كل أشر في دينار خمسة وثلاثين كبيرًا بنقص الثمن فيه عن صرف الناس. وكل من طلع اسمه ينادى له والناس مجتمعون في المسجد الحرام فيطلع إليهم صاحب الاسم بمفرده ويقبض ما يخصه ويجمع جميع ما لكل شخص في الخزانة الشريفة والأوقاف القديمة وغيرها، وأفرز لكل من العرب قائمة تخصهم وللعجم والأروام قائمة تخصهم ليعلم النائب بجدة كثرة المقررين من العرب أو العجم. وفيها مصلحة كبيرة (١) للعرب لأن غالب التفريق للعجم والأروام (٢).

وكانت التفرقة أربعة أيام متوالية استوفوا فيها جميع المرتبات من الصر والبيوت والأسماء المتفرقة ثم في يوم الإثنين سادس الشهر أخروا تفرقة الأربطة لتحرير سكانها إلى بعد الحج وتضرر أهلها من فعل ذلك.

وكان في يوم الجمعة ثالث الشهر فُرّقَت الذخيرة الشريفة الواصلة من نائب الديار المصرية على العادة تفرقة هنية بحضرة مباشريها وخازندار أمير الحاج وشهود قاض بكتابة أشاهيد منهم. وذلك بالرواق الغربي من المسجد الحرام أمام منزل عم أمير الحاج الشيخ شرف الدين يحيى الحمزاوي. واستمروا على ذلك أيامًا مع تفرقة الصور الواصلة من القاهرة كأوقاف القضاة وغيرها ما عدا الحكمي والمستجد فوصلت قوائمها محالة على البرج والغازية الواصلة من الشام على العادة في السنتين المتقدمتين قبل هذه السنة.

وفي يوم الأحد خامس الشهر وصل لمكة جماعة من سَبْق الحاج الشامي وتباشر الناس بها لخوفهم من تخلفه.

وفي ثاني تاريخه كانت فرضة أمير الحاج من الزاهر واسمه [حاجي بك] (٣)


(١) بالأصل: كبير.
(٢) كذا وردت الجملة بالأصل، وبها لا يستقيم المعنى. فلعل كلمة "مصلحة" جاءت عوض كلمة "ضرر".
(٣) كُتِب هذا الاسم بالهامش وبخط قطب الدين النهروالي.