للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبح تاريخه [دعا] (١) قاضي الشافعية الزيني عبد اللطيف باكثير الشهابي الأحمدي فضربه على رجليه تأديبًا له لدعائه للسيد ملك التجار وترك الدعاء له لكونه ناظر المسجد الحرام، وذلك ظلمًا منه. فإن القاعدة حكم الناظر على من قرأ في المسجد الحرام أو دعا فيه لغيره من غير ذكره. فاحتسب عليه بالله تعالى، فبلغ السيد ملك التجار فطلبه إليه وأعطاه جوخة (٢) حمراء وشاشا وذهبًا وأرسله لوزير الهند فأعطاه الآخر قماشا وذهبا وكذلك قاضي البصرة أحسن إليه. فكان ظاهرها نقمة وباطنها نعمة عليه، فإنه حصل له قريب مائة أشرفي فوقع لها موقعًا عنده لفقره، وانجبر خاطره بعد كسره. وأنكر الناس على القاضي فعله، وبالله المستعان. [وهذا من تهوراته] (٣).

ثم إن العريس دخل على زوجته في جمعة تاريخه وعمل سماطا هائلًا جمع فيه بين أطعمة العرب والعجم وكثيرًا من الحلويات وحضرها جماعة من الأعيان وغيرهم وأهل العريس وعمه كذلك، كان الله في عونه وأخلف عليه وجعله مباركًا ميمونًا عليهما ووفق بينهما.

وفي ليلة الجمعة رابع عشر الشهر حصل لمكة مطر غزير عم جميع النواحي وتتابع غالب الجمعة وطاح فيه بعض بيوتها ومنها صفّة مجلس بيتنا وذلك في ليلة الأحد خامس عشري الشهر.

وكان في هذه الجمعة طلب الوزير آصف مني استبدال جامع الأصول للحافظ أبي السعادات بن الأثير بمبلغ مائة أشرفي ذهبًا عنها أربعمائة أشرفي


(١) كلمة يقتضيها معنى الجملة.
(٢) بالأصل: خوخة، وهو خطأ صوابه جوخة. والجوخ: نوع من القماش كان يستورد من بلاد الإفرنج اشتهر أمره في بلاد المشرق خلال القرن الثامن الهجري وبعده. ذكره المقريزي في كتابه الخطط. وقطعة القماش من الجوخ تسمى الجوخة. انظر دوزي، معجم مفصل في أسماء الألبسة عند العرب ص ١٢٧ - ١٣١، Dozy : Supplément … ١ : ٢٣٠
(٣) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.