للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى جهة مملكته لشدة الغلاء بها، وأن السلطان بهادر شاه حادت بعض جماعته الذين تركهم في مملكته مرة بعد أخرى وأنه ظفر ببعض خزانته من المال والأنقال.

ووصلتني ورقة من صاحبنا الأصيل الجليل الشهابي أحمد بن محمد الجزولي المكي وهو ببلاد الديو مؤرخة بنصف رجب ومضمونها أن الهند حصل فيها غلاء ما شوهد أصلا، وصلت المائة البر والأرز عشر تنكات ولم تلق يعني الكيلة - بثمانية محلقة كبار، والذرة بثماني تنكات والكسري كذلك، لكن الآن نزل النصف وأزيد شوية والسمن السير (١) عن ثمانية أواق بخمسة تنكات، والسليط السير بأربع تنكات والقماش الذي كان .... (٢) بتنكة صار بأربعة والقماش السواد كذلك وكل شيء تغير، فسبحان من يغيّر ولا يتغيّر. والمعاملة الذهب والفضة زاد سعرها عن العام الثلث والسلطان بهادر ماله مستقر في مكان عزم إلى جهة الراربوت - يعني الكفار من رعيته - لكونهم خذلوه في حرب عدوه، وأن الظلم زاد في المعشرات وغيره، ولا عند السلطان وزير فيه الخير والمعروف ولا يقدر أحد يشير على السلطان بشَور، والفرنج المخذولون (٣) تمكنوا من البلاد وبنوا لهم فيها حصارًا كبيرًا على رأس الخور، ولا يقدر أحد أن يدخل ولا يخرج ولا يسافر إلى مكان إلّا برضاهم وبخطهم، فالله تعالى يخرجنا منها سالمين.

وقد مات تاجر كبير رومي اسمه بخشي وخلّف مالًا كبيرًا أوصى به للحرمين الشريفين وعمل عليه وكيلًا، وماله محبّرٌ في الديوان والوكيل عزم وراء السلطان ولا ثم وكيل لأهل الحرمين، وصار المال مأكلة للظلَمة وغيرهم.

والذي واصل إلى جدة من المراكب خمسة: محمود شاه للسلطان، ومركب


(١) كذا بالأصل، وقد تكررت الكلمة ولعلها وحدة من المكاييل والموازين بالهند تساوي ثمانية أواق.
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٣) بالأصل: المخذولين.