للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به - على … (١) ابنة الخواجا الأجل شهاب الدين أحمد بن محمد العنبري الدمشقي المكي في منزل أبيها عمارة الخواجا محمد الطاهر على باب السويقة جوار المسجد الحرام وباشر لعقده قاضي القضاة الشرفي أبو القاسم الأنصاري المالكي وخطب خطبة حسنة عظّم (٢) فيها الزوج بما يليق به من عظمته وجلالته. ولم يحضر بنفسه بل وكّل في القبول عنه تلميذه الشيخ المدرس شهاب الدين أحمد بن حجر الشافعي. وحضرتُ ذلك مع جماعة من الفضلاء التجار الأجلاء. وكان مأنوسًا مبجلًا وشرب الحاضرون فيه سكرًا مع البخور والماورد على العادة. وهنأ الناس الزوج في صبح تاريخه، وابتهج بفعله مع كونه صحبته بمكة زوجتان أولاهما أم ولده وثانيتهما (٣) ابنة القاضي شمس الدين الحلبي وثالثة قريبة له تركها بالقاهرة، وقال لي إنه قصد بالرابعة أن تكون مقيمة بمكة حتى إذا قدمها جاء بمفرده من غير زوجاته. ودخل بها في ثاني عقده وأقام عندها ثلاثة أيام لكونها ثيّب. وهنأه الناس في منزل أبيها، وعمل لها وليمة مختصرة لم يشكرها مَن حضرها من جماعة الزوج.

وفي فجر يوم الإثنين سادس الشهر مات الأصيل الزيني أبو (٤) الفضل ابن الشيخ كمال الدين محمد بن أبي البركات القسطلاني المكي الشهير كسلفه بابن الزيني المالكي. وجهّز في ليلته وصلّي عليه صبح تاريخه عند باب الكعبة، ودفن على عمه بتربة جد أبيه الوجيه النحاس في الشعب الأقصى من المعلاة. وعمره نحو الخمسين سنة رحمه الله تعالى وإيانا وجميع المسلمين.

وخلّف أباه وزوجته فاطمة ابنة القاضي نسيم الدين المرشدي الحنفي وابنًا سُمِّيَ كجدّه وبنته زينب مراهقة، ويقال دين نحو خمسمائة أشرفي بل أكثر، قضاه


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٢) بالأصل: عظم الله.
(٣) بالأصل: أولهما وثانيهما.
(٤) بالأصل: أبي.