للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المالكي بطلوع جبل أبي قبيس لرؤية الهلال على عادة من تقدمه. وتوقّف النائب حتى ألْزمه، وطلب بعض الفقهاء وكنْتُ منهم، فطلعتُ معهم ورأينا الهلال ناقصًا.

وفي أول جمعة فيه زوّج قاضي القضاة مصطفى الرومي المشار إليه ابنته على شخص رومي يقال إنه تاجر (١) كان بالهند أبوه (٢) مفتيا في بلاد الروم. [اسمه عبد الرحمن المدرس له .... كبيرة]. (٣). وعمل له سماطًا حافلًا في يوم الأحد حادي عشر الشهر في سكَنه في القاعة العينية المعروفة قديمًا بالمدرسة الأفضلية وحضر فيه قضاة البلد وأهلها والغرباء واهتمّ به كثيرًا فجعل فيه الألوان المفتخرة كالرّزّيْن والمأمونيتيْن وهريسة الفستق ورغيف السيوطي والدجاج وغير ذلك من الخضر كعادة أهل البلد وشكر الناس منه، وكنتُ ممن حضره ورأيت جهاز العروس من الملبوس والفرش في جانب البيت ظاهرًا على حدة ليراه الناس على قاعدة مِلَل الروم. ثم أدخَل العروسة على زوجها في ليلة الجمعة حادي عشر الشهر في بيت زوجها في بيت ابن شمس عند باب العمرة كقاعدة بلدهم.

وحصل في تلك الليلة مطر غزير بمكة وأعمالها حصل فيه النفع وتتابع بعد ذلك فلله الحمد.

وفي ليلة الأربعاء سابع الشهر كانت (٤) وفاة أم ولد القاضي جلال الدين بن ظهيرة المدعوة جوهرة الحبشية فجهزت في ليلتها وصلّي عليها صبح تاريخه عند باب الكعبة وشيّعها خلق من أهل البلد لأجل سيّدها ودُفنت بتربة سلفه بالحجون، وأخذ العزاء فيها وحزن عليها، فالله يعوّضه خيرًا.


(١) بالأصل: تاجرا.
(٢) بالأصل: أباه.
(٣) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي. والكلمة قبل الأخيرة منها غير مقروءة.
(٤) بالأصل: كان.