للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نحو عشرة آلاف أشرفي بمعاملة عبيده وتوجّه إلى البر وقسم المبلغ على العبيد وأخذ غالبه، وصار مختفيًا في البرية ينتقل من جهة الشرق إلى اليمن والشام. واتهم جماعة مكة الشريف أبا (١) نمي به وبأخذ المال منه حتى يُظهر براءتهم بوجود بعض العبيد في البرية ومعه حصته. ثم هذا الخائن بعد غيبته نحو الشهرين في البرية وهو ينتقل من جهة إلى أخرى حتى ظفر به جماعة الشريف صاحب مكة في عسفان من جهة البحر، وكان اشترى جملًا من بعض العرب ليرحل عليه، فأذله الله تعالى وجبره حتى مسكه حاكم جدة وأرسل به إلى مكة لقاضيها الرومي. فحضر بين يديه مع خصمه صاحب المال فخاصمه وادّعى أنّ الذي أخذه مال نفسه واحتال على أخذه بعبيده لظلمه له وأخذه منه. وفجر على خصمه وقال: أتوجّه أنا وإياه إلى الأبواب الخنكارية وقرابتي القبطان ابن حامد المغربي في أمره، ولم يَظهر شيء من خبره. وعجب العرب من قضيته أشد من الحكومة الماضية. ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

وفي ضحى يوم الثلاثاء ثاني عشر الشهر ماتت الأصيلة المعمّرة أم فاطمة زينب ابنة شيخنا الخطيب البليغ محب الدين أحمد بن أبي القاسم العقيلي النويري المكية بعد توعّكها مدة أيام بالإسهال بعد خصام ابْنَتِها لها ووُصولها إلى الروم ولم يفصل بينهما لدعوى ابنتها بوضع يدها على مخلف أبيها وادعت .... (٢) عليها وأوقف ما يتعلق بها من أملاكها على نفسها وابنتها وأولادها من بعدها. وأرادت ابنتها رفع يدها على وقفها من أملاكها. فتركت الجميع واندرجت إلى رحمة الله.

فجهّزت في يومها وصلّي عليها عصر تاريخه عند باب الكعبة ودُفنت بالمعلاة على أمها في تربة سلفها. وأوصت بعدم تخلف شيء لها وأنها فقيرة، حرمانًا


(١) بالأصل: أبي.
(٢) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.