للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حضره القاضيان الماضي ذكرهما والقاضي أبو السرور بن الضياء والقاضي الحنبلي النجمي محمد بن الزين وغيرهم من الفقهاء والتجار والأولاد الصغار ممن يلتمّ على الوزير من الأصحاب ثم الفقراء عامة فحصل لهم الخير خاصة. ثم بعد فراغهم قرأ الأولاد درجا من النظم لأجل ختم القرآن لولده النجيب اللبيب الملقب قطب خان، أسعده الله تعالى وأقرّ به الأعيان. .... (١) إمام الشافعية الأميني أبي اليمن الطبري لمولانا الوزير المشار إليه، أدام الله نِعَمه عليه، وترك القاري الدرج المعتاد.

وخلع الوزير على الفقيه محمد بن المقرئ الذي ختم الولد عنده خلعة صوف عودي وأنعم عليه بمبلغ يقال خمسون سلطانيًا عنها مائنا أشرفي معاملة تاريخه.

ورسم للأولاد الحاضرين لكل واحد بأشرفي فضة ولقارئي الدرج كل واحد سلطاني. جملة ذلك نحو أربعين أشرفيًا. وابتهج الحاضرون بذلك والسامعون وعُدّ ذلك من محاسن الوزير وعظم رئاسته ومكارم أخلاقه وجلالته، زاده الله أفضالًا ومهابة وإجلالًا.

وفي جمعة تاريخه وصل قاصد من القاهرة برأ يقال إنه عبد القاصد مسلّم البدوي أرسله جماعة الخواجا فحيمة المغربي، ونهب العرب بعض أوراقه ثم ردوها له.

وفي بعضها أوراق لصاحب مكة الشريف أبي (٢) نمي الحسني من عند ولده السيد أحمد والقاضيين اللذين معه بالقاهرة. وأخبروا فيها أنّ قصدهم السفر صحبة الباشا إلى الروم في نصف شهر ربيع الثاني وكان القاصد سافر في عاشره وله نحو شهر.

وذكروا أنه حدث في إسطنبول حريق كبير أحرق فيه أزيد من ألفي بيت من


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٢) بالأصل: أبو.