للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين الناس؟!

وأخيراً نقول: إنما سبق بيانه من نصوص يوضح لنا أن ميراث الأنبياء هو ما تركوه من علم وحكمة يهتدي بها الناس، وأن الله خص بعض أنبيائه بجعل النبوة في بعض ذريتهم ولأن نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - هو خاتم الأنبياء والمرسلين فإن ما تركه من علم وحكمة هو لجميع أمته، ويتعزز هذا المعنى ويتضح مضمونه من خلال المناقشة التالية:

خامساً: قد يقف البعض متسائلاً: هل فاطمة الزهراء عليه السلام طلبت فدك من... أبي بكر - رضي الله عنه - على أنه من باب الإرث أم أنه كان هبة وهدية من أبيها - صلى الله عليه وآله وسلم - وهبها وأهداها إياها بعد فتح خيبر؟

ذلك أن المقصود من هذا التساؤل ستظهر ثمرته تحديداً في نهاية القصة، فمن المتفق عليه أن فاطمة عليه السلام بعد سؤالها لفدك من أبي بكر، وذكر أبو بكر دليله على المنع ذهبت ولم تكلمه، فهل كانت تريد هذا الشيء على أنه كان إرثاً أو هبة من أبيها - صلى الله عليه وآله وسلم -؟!

فإن كان إرثاً فالأنبياء لا يورثون لا ديناراً ولا متاعاً كما بينا في القول، وإن كان هبة وهدية أهداها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لفاطمة، فلنا وقفة وتساؤل أيضاً في هذا.. فنقول:

١ - لم يعط النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فدك لفاطمة عليه السلام في أي وقت من الأوقات، وقد علمت ذلك الزهراء عليه السلام حين طلبت فدك من أبي بكر - رضي الله عنه -، لأنها طلبته على أنه من باب الإرث، لا من باب الهبة، ومن المعلوم تاريخياً أن فتح خيبر تم في أول السنة السابعة من الهجرة، وزينب بنت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - توفيت في السنة الثامنة، وأختها أم كلثوم توفيت في السنة التاسعة، فكيف يخص النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالعطية فاطمة لوحدها ويدع أختها أم كلثوم وزينب عليهن السلام؟! فهذا اتهام صريح مباشر للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من أنه كان يفرق بين أولاده، وحاشاه عن ذلك.

<<  <   >  >>