هذا الاتجاه، حيث فقدوا أي معنى للجانب الشخصي فيما يعيشون، وتحولوا إلى عنصر متحرك في نطاق الجوانب العامة المتصلة بالله، وبالحياة، أولئك {أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ} من كل النماذج الأخرى التي قد تعمل الخير في المجالات المحدودة {وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٢٠)} برحمته ورضوانه وجنته (١).
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} أي: أجاب الله دعاءهم، دعاء العبادة، ودعاء الطلب، وقال: إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى، فالجميع سيلقون ثواب أعمالهم كاملا موفرا، {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} أي: كلكم على حد سواء في الثواب والعقاب، {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} فجمعوا بين الإيمان والهجرة، ومفارقة المحبوبات من الأوطان والأموال، طلبا لمرضاة ربهم، وجاهدوا في سبيل الله.
{لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} الذي يعطي عبده الثواب الجزيل على العمل القليل.
(١) تفسير من وحي القرآن، وانظر: التبيان، تقريب القرآن (سورة التوبة: ٢٠).