و (روح القدس) الذي هو الوحي وهو روح الحكمة والفهم والعلم، ويسمى به أيضاً: المَلَك الذي ينزل بالوحي والتأييد لأنبياء الله وأوليائه، فسماه روح القدس، وسماه الروح الأمين، وسماه جبريل.
لكن النصارى سموا روح القدس: حياة الله. واعتقدوا أنه إله يخلق ويرزق ويعبد!!
مع أن لفظة (روح القدس) موجودة في مواضع كثيرة في كتبهم، وليس المراد بها حياة الله باتفاقهم، بل (روح القدس) عندهم تحل في إبراهيم، وموسى، وداود، وغيرهم من الأنبياء الصالحين. ولم يصبحوا بذلك آلهة! وأهل الكتاب يقرّون بذلك، وأن غير المسيح من الأنبياء كان مؤيداً بروح القدس، كداود وغيره، بل يقولون: إن الحواريين كانت فيهم روح القدس. وهذا التأييد بروح القدس لمن ينصر الرسل عام في كل من نصرهم على من خالفهم من المشركين. وهكذا خاتم الرسل ﷺ كان يقول لحسان بن ثابت:«إن روح القدس معك ما دمت تدافع عن نبيه»، ويقول:«اللهم أيده بروح القدس». فهذا حسان بن ثابت واحد من المؤمنين، والله أيده بروح القدس، فلا يقتضي اتحاد اللاهوت بالناسوت، فعلم أن التأييد بروح القدس ليس من خصائص المسيح ﵇.
[إطلاق كلمة (الأب) و (الابن) في اللغة العبرية القديمة]
والنصارى سموا كلام الله الذي هو صفته: ابناً. والأنبياء لم يطلقوا لفظ (الابن) إلا على مخلوق. وأهل الكتاب يذكرون أن الله قال في التوراة ليعقوب «إسرائيل»: «أنت ابني بكري». والمراد في تلك اللغة أنه