في عدوه من القُمّل، والضفادع، والدم، وسائر الآيات ما لم يكن مثله للمسيح وكون المسيح ﵇ تكلم في المهد؛ فقد شاركه غيره من بني إسرائيل في ذلك؛ كما ثبت في الصحيحين أنه تحدث في المهد الرضيع من بني إسرائيل حين مر رجل راكب ذو شارة فقالت أم الرضيع: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب، فقال:"اللهم لا تجعلني مثله"، ثم أقبل على ثديها يمصه. (صحيح البخاري برقم ٣٤٦٦). وكذلك الرضيع صاحب جُرَيج الذي نسبوه للعابد جريج من الزنا، وكان من بني إسرائيل فتوضأ وسأله: من أبوك؟ فقال الرضيع:"الراعي". (صحيح البخاري برقم ٢٤٨٢). .
وكون المسيح لم يكن له أبٌ؛ فآدم لم يكن له أب ولا أم، وكذلك حواء، وكان خلق آدم وحواء أعجب من خلق المسيح، فإن حواء خلقت من ضلع آدم، وهذا أعجب من خلق المسيح في بطن مريم، وخلق آدم من تراب أعجب من هذا، ولم يكن آدم بما نفخ الله فيه من روحه إلهاً!
[معنى وصف المسيح بأنه (كلمة الله)]
ومعنى أن المسيح (كلمة الله) هو أنه مخلوق بكلمة من كلام الله؛ حيث قال له: كن؛ فكان.
فكلمات الله كثيرة لا نهاية لها، وكلام الله الذي سمعه منه موسى ﵇ ليس هو المسيح، فعلم أن المسيح ليس هو كلام الله.
لكن النصارى ظنوا أن المسيح هو كلام الله، وأنه خالق. وهذا باطل؛ فإن القرآن كلام الله، وليس بخالق، والتوراة كلام الله وليست بخالقة، وكلمات الله كثيرة، وليس منها شي خالق، فلو كان المسيح نفس الكلام لم يجز أن يكون خالقاً، فكيف وليس هو الكلام؟! وإنما خُلق بالكلمة،