وذكر ابن البطريق في تاريخه قصة استحلال النصارى أكل لحم الخنزير، وفيها قول الملك قسطنطين ل «بولس» البترك: إذا كان الخنزير في التوراة حراماً، فكيف يجوز لنا أن نأكل لحم الخنزير، ونطعمه للناس؟! فقال له «بولس» البترك: إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة، وجاء بناموس آخر، وبتوراة جديدة، وهو الإنجيل، وفي إنجيله المقدس:«إن كل ما يدخل البطن ليس بحرام، ولا ينجس، وإنما ينجس الإنسان الذي يخرج من فيه».
وقال «بولس الرسول» في رسالته إلى أهل مدينة «فورينيوس» الأولى: «الطعام للبطن آلته لها، والبطن للطعام، وله يلعن».
ومكتوب في «الإبركسس» يعني أخبار الحواريين: أن «بطرس» رئيس الحواريين كان في مدينة «يافا» في منزل رجل دباغ يقال له: «سيمون»، وأنه صعد إلى المنزل ليصلي وقت ست ساعات من النهار، فوقع عليه سبات، فنظر إلى السماء قد تفتحت، وإذا إزار قد نزل من السماء حتى بلغ الأرض، وفيه:«كل ذي أربع قوائم على الأرض من السباع، والذئاب، وغير ذلك من طير السماء» وسمع صوتا يقول له: يا بطرس، قم فاذبح وكل.
فقال بطرس: يا رب، ما أكلت شيئاً نجساً قط، ولا وسخاً قط، فجاء صوتُ ثان: كل ما طهره الله فليس بنجس وفي نسخة أخرى: ما طهره الله فلا تنجسه أنت ثم جاء الصوت بهذا ثلاث مرات، ثم إن الإزار ارتفع إلى السماء، فعجب بطرس وتحير فيما بينه وبين نفسه. فبهذا المنظر،