فلان، ونتخذ دورا كما اتخذ فلان، وهم على شركهم، لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا به. فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله النبي محمد ﷺ ولم يبق منهم إلا قليل؛ انحط رجل من صومعته، وجاء سائح من سياحته، وصاحب الدير من ديره، فآمنوا به وصدقوه، فأنزل الله عليه: ﴿فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ يعني: الطائفة التي آمنت في زمن عيسى ﴿وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ﴾ يعني: الطائفة التي كفرت في زمن عيسى، ﴿فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وهم الموحدون من النصارى ﴿عَلَى عَدُوِّهِمْ﴾ بإظهار محمد ﷺ بدين التوحيد على دين المشركين من أهل الكتاب وغيرهم ﴿فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ [الصف: ١٤].
[نبذة عن كتاب (الجواب الصحيح)]
وقد ألّفَ شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ كتابه:"الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" وهو من أنفس الكتب التي وضحت فساد معتقد النصارى وتحريفاتهم، وكان كتاباً واسعاً مليئاً بالبيان والردود والأدلة والحجج والبراهين والمناقشات والفرائد والفوائد؛ إلا أنه تشعب في أمور كثيرة لغزارة علم مؤلفه، وكثر فيه التكرار مع الزيادات في مواضيع عديدة؛ وذلك أن سبب تأليف كتابه هو الرد على كتاب راهب نصراني حوى دعاوى باطلة حول الإسلام والنصرانية؛ فكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رده الواسع المفصل على كل دعوى من هذه الدعاوى في ذلك الكتاب، وهو ما استدعى الكثير من التكرار لتعلق البيان في كل دعوى بتوضيح أمور متعلقة بغيرها، ويكون في التكرار غالباً زيادة مفيدة، لكنها ضخمت الكتاب، وكثرت فيه الاستطرادات في مواضيع كثيرة توسعت عن صلب الموضوع، مما يدلل على غزارة علم شيخ