والسلاح؛ ليكون منصوراً مؤيداً، والله أظهره هذا الظهور، فهم أهل الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
[تواتر الأخبار ببعثة محمد ﷺ إلى جميع الإنس والجن]
ثم إنه من المعلوم بالضرورة لكل من عَلِم أحواله ﷺ بالنقل المتواتر الذي هو أعظم تواتراً مما يُنقل عن موسى وعيسى وغيرهما، وبالقرآن المتواتر عنه، وسنته المتواترة عنه، وسنة خلفائه الراشدين من بعده: أنه ﷺ ذكر أنه أُرسِل إلى أهل الكتاب: اليهود والنصارى، كما ذكر أنه أرسل إلى الأميين، بل ذكر أنه أرسل إلى جميع بني آدم، عربهم وعجمهم، من الروم والفرس والترك والهند والبربر والحبشة وسائر الأمم، بل أنه أرسل إلى الثقلين الجن والإنس جميعاً. وهذا كله من الأمور الظاهرة المتواترة عنه التي اتفق على نقلها عنه أصحابه مع كثرتهم وتفرق ديارهم وأحوالهم، وقد صحبه عشرات ألوف، لا يحصي عددهم على الحقيقة إلا الله تعالى، ونقل ذلك عنهم التابعون وهم أضعاف الصحابة عدداً، ثم ذلك منقول قرناً بعد قرن إلى زمننا، مع كثرة المسلمين وانتشارهم في مشارق الأرض ومغاربها. والمقصود أن محمداً ﷺ هو نفسه دعا أهل الكتاب من اليهود والنصارى إلى الإيمان به وبما جاء به، كما دعا من لا كتاب له من العرب وسائر الأمم. وهو الذي أخبر عن الله ﵎ بكفر من لم يؤمن به من أهل الكتاب وغيرهم.