فَلَم يختلف أهل دين من الأديان في عقد معبودهم، ولا شكّوا فيه، ولا تفرقوا القول فيما اختاروه إلا أهل ملل النصرانية فقط.
وسائر من سواهم إنما اختلفوا في فروع من فروع الدين وشرائعه، مثل اختلاف اليهود في أعيادهم، وسنن لهم، ومثل اختلاف المسلمين في القدَر، فمنهم من قال به ومنهم من دفعه، وفي تفضيل قوم من أصحاب محمد ﷺ على نظرائهم، بعد اتفاق جماعتهم على إلههم، ومعبودهم، وخالقهم، وأن الله إله الخلق كلهم، واحد لا شريك له، ولا ولد.
ثم اتفاقهم بعد ذلك على نبيهم محمد ﷺ لا يشكون فيه، وعلى القرآن، وأنه کتاب الله المنزل على محمد المرسل، لا يختلفون فيه.
فإذا صح اتفاقهم على هذه الأصول كان ما سواها خللاً لا يقع معه كفر، ولا يبطل به دين.
[مما ذكره سعيد بن البطريق النصراني في تاريخه]
ومن أهم ما ذكره ابن البطريق النصراني-وهو من أكابر علماء النصارى- في تاريخه «نظم الجوهر» عن النصارى: أن المسيح صلوات الله عليه ولد في عهد ملك الروم قيصر المسمى «أغسطس» لثنتين وأربعين سنة من ملكه (١).
وذكر أيضاً عدد من حضر مجمع نيقية من البطارقة والأساقفة مع اختلافهم في الآراء والأديان، وأن «قسطنطين» الملك بعث إلى جميع
(١) لاحظ أن هذا من أكبر علماء النصارى ولم يحدد يوماً محدداً لميلاد المسيح ﵇، فتاريخ يوم ميلاده غير معروف على وجه اليقين، ومختلف فيه لدى النصارى حتى يومنا.