كتاب النصراني، حيث قال شيخ الإسلام في مقدمة كتابه:"وأنا أذكر ما ذكروه بألفاظهم بأعيانها فصلاً فصلاً، وأتبع كل فصل بما يناسبه من الجواب فرعاً وأصلًا، وعقداً وحلًا".
[سبب اختصار كتاب (الجواب الصحيح)]
ولما استصعب على كثير من الناس بل وطلاب العلم قراءة هذا الكتاب لطوله وتشعبه مع رغبتهم الاستفادة مما فيه من نفيس العلم والحجة؛ كان إعداد هذا المختصر المليح الذي يسهل على القارئ إدراك خلاصة هذا الكتاب، وذلك بالتركيز على أهم ما يتعلق بالنصرانية وانحرافها عن الدين الحق وما يستدعي ذكره لبيان حالها دون بقية الاستطرادات، مع جمع كلام المؤلف من المواضع المختلفة بزياداته في مكان واحد، ثم اختصاره وتركيزه، والتصرف اليسير الذي تستدعيه الحاجة من الاختصار وجمع المتفرق والزوائد، مع الحرص على إبقاء عبارات المؤلف وأسلوبه بقدر ما يمكن، ثم إعادة ترتيب الموضوعات بصورة متناسقة توجز بصورة ميسرة للقارئ فهم دين النصارى الذي بدّلوه وأسباب ضلالهم وانحرافهم والرد عليهم.
وقد ذكر شيخ الإسلام في آخر كتابه رسالة نفيسة للحسن بن أيوب -وهو أحد من أسلم من علماء النصارى- كان قد كتبها لأخيه علي بن أيوب يبين فيها سبب إسلامه، وكتب فيها رده على النصارى، وبيّن بطلان مقالتهم، وقد أثنى شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه الرسالة وزكاها. وأتبعها بذكر رسالة لسعيد بن البطريق النصراني في بيان تاريخ النصارى، فتم الإشارة لأهم ما فيها مما يتعلق ببيان انحراف النصارى.
فهذا المختصر الموجز لا يغني عن الكتاب الأصل الواسع لشيخ الإسلام ابن تيمية المطبوع في مجلدات، والذي يعد من أفضل ما صنف في مجاله، وإنما هذا التلخيص زبدة مليحة تيسر للقارئ فهماً مجملاً لأبرز موضوعات هذا