نقلٌ متواترٌ بالقرآن وبالشرائع الظاهرة المعروفة للعامة والخاصة، ومن الألفاظ التي بأيديهم ما لا تناقض ما أخبر به محمد ﷺ بل تدل على صدق محمد ﷺ.
وأما الإنجيل الذي بأيديهم فهم معترفون بأنه لم يكتبه المسيح ﵇ ولا أملاه على من كتبه، وإنما أملوه بعد رفع المسيح: متى ويوحنّا، وكانا قد صحبا المسيح، ولم يحفظه خلق كثير يبلغون عدد التواتر، والحواريون كلهم اثنا عشر رجلًا. ومرقس ولوقا لم يريا المسيح ﵇، وقد ذكر هؤلاء أنهم ذكروا بعض ما قاله المسيح، وبعض أخباره، وأنّهم لم يستوعبوا ذكر أقواله وأفعاله. ونقل اثنين وثلاثة وأربعة يجوز عليه الغلط، لا سيما وقد غلطوا في المسيح نفسه حتى اشتبه عليهم بالمصلوب.
والنصارى متفقون على أن هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل -وقد يسمون كل واحد منها إنجيلاً- إنما كتبها هؤلاء بعد أن رُفع المسيح، فلم يذكروا فيها أنها كلام الله، ولا أن المسيح بلّغها عن الله، بل نقلوا فيها أشياء من كلام المسيح، وأشياء من أفعاله، ومعجزاته، وذكروا أنهم لم ينقلوا كل ما سمعوه منه ورأوه، فكانت من جنس ما يرويه أهل الحديث، والسير، والمغازي عن النبي ﷺ من أقواله، وأفعاله التي ليست قرآناً.
ويزعم النصارى أن آدم لما أكل من الشجرة غضب الرب عليه وعاقبه، وأن تلك العقوبة بقيت في ذريته إلى أن جاء المسيح، وصلب، وأنه كانت الذرية في حبس إبليس، فمن مات منهم ذهبت روحه إلى جهنم