١ - النسخة السينائية CODEX SINAITICUS التي وجدت في سيناء (يعتبرونها المرجع). ٢ - النسخة الأسكندرية CODEX ALEXANDRINUS التي وجدت في الإسكندرية. ٣ - النسخة الفاتيكانية Codex Vaticanus. وكلها يذكر أنها موجودة في الفاتيكان، وبعضها في روسيا، وأنها من القرن الخامس بعد الميلاد، فبين أقدم مخطوطة وبين المسيح: خمسة قرون ليس فيها أي علم إسناد أو علم رجال أو سند متصل، وهي في الواقع صناعة رومانية، وإن بدأت كصناعة إغريقية. فزوروا وأضافوا نصوصاً على هذه المخطوطات، وتلاعبوا في ترجمتها؛ ففي المخطوطات القديمة لإنجيل مرقص ينتهي النص إلى ١٦ - ٩. لكن في الأناجيل الحديثة ينتهي النص إلى ١٦ - ٢٠، فأضافوا أحد عشر كذبة لأهميتها في عقديتهم المحرفة التي لم يأت بها المسيح؛ وذلك أنهم زعموا أن المسيح لما صلب وقام من الموت؛ لم يره أحد من أتباعه، فكيف يبررون علمهم بقيامه من قبره؟ فأضافوا هذه الزيادات، وقالوا: رآه خمسة آلاف شخص، وذهب إلى طبرية، وهناك أحضر لهم قليلاً من السمك والعسل، وباركها، فأكلوا منها جميعاً، ثم رفع للسماء. وورد ذكر مكة وزمزم في كتبهم (في وادي غير ذي زرع في بكة) هكذا وردت عندهم بالباء؛ كما في القرآن، لكنهم في الترجمات العربية حرفوها بحسب مكان طباعة الترجمة، وحسب وجود العرب في منطقة الترجمة؛ للكذب والتعمية على العرب، ففي لبنان ترجمت إلى (وادي البكاء)، لكن في الترجمة الفرنسية الكاثوليكية المطبوعة في لبنان كتبت (وادي الدموع). وفي الترجمة الفرنسية المطبوعة في فرنسا تركت كما هي (في بكة)، وفي الترجمة الإسبانية في جنوب أمريكا تركت كما هي (في بكة)، لكن الترجمة الإسبانية المطبوعة في إسبانيا لوجود العرب والخلفية الأندليسية ترجمت إلى (وادي الدموع). والأناجيل كتبت باللغة الإغريقية القديمة الكونيجريك قصداً من الكنيسة حتى لا يقرأ النصارى حرفاً من كتابهم، وأول من ترجم الكتاب المقدس بشقيه للغة حية مقروءة ومكتوبة وهي الألمانية هو مارتن لوثر Martin Luther، وحكموا عليه بالهرطقة، قيل: لأنه قرأ كتاب التوحيد لابي حيان الأندلسي وكتب بعده ٩٠ سؤالاً ودقها على باب رئيس الدير وطلب الإجابة منه، وقال: "وإلا سأعترض" (آي بروتست i protest) فسموهم: البروتوستانت (الإعتراضيين). وكانت الكنيسة في روما مستمرة في لعن وعداوة اليهود، وقامت حملات عارمة تزعمها البابا لتنظيف المجتمعات الأوروبية من اليهود، فلما ظهرت الحركة البروتستانتية النصرانية ابتهج اليهود بهذه الحركة ووجدوا فيها متنفساً لهم وفرصة للانتقام من البابا وأتباعه وضرب النصارى بعضهم ببعض؛ فسخروا مكرهم ودهاءهم وأموالهم لنشرها وإشعال الحرب بين النصارى. وبعدها قتل مارتن لوثر في حرب ألمانيا (حرب الثلاثين سنة) التي قُتل خلالها عشر ملايين شخص من البروتوستانت، قتلهم شارلمان، وبقاياهم هربوا إلى أمريكا وسموا نفسهم الحجاج. وانشق البروتوستات عن الكاثوليك، فأول من بدأ النقد النصي والتعديل في الأناجيل textual هم البروتوستانت، وأما الكثالوليك والأرثودوكس فرفضوا في بداية الأمر إلى نهاية القرن التاسع عشر بداية القرن العشرين. ثم انشق البروتستانت إلى المعمدانيين والمشيخيين، وتكونت فرق المورمن والبابتست والميثاديست وسفن دي أدفاندس والسبتيين وغيرهم. ويوجد اليوم أيضاً من فرق النصارى: الآشوريين في شمال سوريا ومناطق العراق، والكلدانيين، والنساطرة، واليعاقبة. كلهم موجودون اليوم، واختلافهم في طبيعة المسيح، يقولون انبثق من الأب فقط، أو من الأب والروح القدس، أو له طبيعتان لاهوتية وناسوتية. وكل واحد يكفر الآخر. فلما بدؤوا يقرؤون كتابهم بعد الترجمات إلى اللغات الحيّة؛ لم يجدوا عقيدتهم وكل تحريفاتها في كتابهم، لذلك اخترع الفاتيكان قانوناً كنسياً سموه (كانونيكان) يعني القانون الإلهي، ويعنون أن النص (الكتاب) ليس فقط هو المشرِّع، (مثل حق الفيتو)؛ أي أن كلام البابا في الفاتيكان أهم من كلام الكتاب المقدس، وأكبر عالم أمريكي نصراني في علم (النقد النصي -الذي بدأ في عام ١٧٢٥ م في ألمانيا-) بروفيسور بارت إيرمان Bart D.Ehrman وهو اليوم عميد كلية اللاهوت في جامعة نورث كارولاينا بأمريكا University of North Carolina؛ كتب كتابه: (قصة من حرّف الكتاب المقدس ولماذا Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed the Bible and Why) ومن بعده ألّف كتاباً آخر سماه: (المنحول Forged) يعني أن الكتاب المقدس كله ليس فيه شيء ولا كلمة من النصرانية ولا كلام المسيح ﵇. ولا تتعجب حين تسمع بعض مؤرخي النصارى المعاصرين يقول: "إنّ المخطوطات الأصلية للكتاب المقدس إما أنها فقدت أو مخبأة أو لم تعد موجودة، وتأريخ الأناجيل وكتب العهد الجديد الأخرى هو في أحسن الأحوال: (تخمين) ".