أنتقل بك إلى الكتب المقدسة لدى الهندوس وإعطاء فكرة عنها أو تعريف بهذه الكتب المقدسة الفكر الهندي يتسلط عليه اتجاه الروحاني، ومن هنا كثرة الآلهة لدى الهنود؛ وبالتالي كثرت الكتب المقدسة حتى جاوزت المئات ووصلت إلى الألوف، وفي الديانات السماوية يكون مصدر تقديس الكتب أنها كلام الله أوحى به إلى أنبيائه بالمعنى فقط كالتوراة والإنجيل، أو بالمعنى واللفظ كالقرآن الكريم.
أما مصدر تقديس الكتب عند الهندوس، فليس لأنها موحى بها من الله فهي لم يوحَ بها بلا يعرف لأكثرها وضع معين، وإنما اشترك في تأليفها عدد كبير من الناس على ما يذكرون، وليس مصدر التقديس إبداعها في الفكرة أو الأسلوب فكثيرًا ما شملت هذه الكتب أفكارًا بدائية وأساليب ركيكة، بل إن مصدر تقديس هذه الكتب هو على العموم الاتجاه الروحاني لدى الفكر الهندي والموافقة على تأليه أي كائن، أو تقديس أي كتاب دون حاجة إلى إبداء الأسباب.
ومن الناحية العملية كان مصدر هذه الكثرة تفسير كتاب "ألويد" الذي يعتبر أعظم الكتب المقدسة لدى الهندوس فإن مرور الزمن على هذا الكتاب جعله عسير الفهم غريب اللغة؟؟ فألفت كتب كثيرة لشرحه وتفسيره وعدها الهندوس مقدسة، ومرت قرون أخرى، واحتاجت هذه الشروح إلى شروح جديدة وإضافات فكتبت كتب أخرى واستساغ العقل الهندوسي أن يجعلها مقدسة أيضًا، وتضخمت لويدا فاحتاجت إلى وضع مختصرات قدسها العقل الهندوسي