وأسبح لك يا مازدا والحق بأعمالي الفكر الخير، ولو كنت سيد مصيري كما أريد إذا، ليتجه التفكير نحو حماية العقلاء بنفس السبيل، تلك الأعمال التي سأصل إليها، وتلك التي تمت من قبل، وتلك أيها الفكر الخير، التي هي ثمينة في العين أشعة الشمس، وانبثاق الأيام الوضاحة، هي جميعا تسبح لك أيها الحق أهورا مازدا، سأعلن نفسي مادحا لك مازدا، وأظل أيها الحق كذلك ما دامت في قوة وقدرة، وأرجو أن يتم خالق العالم بالفكر الخير تحقيقا، وكل ما هو استجابة تامة لإرادته".
ففي هذا النص يبدو ظاهره، أن الحق والفكر الخير صفتان لأهورا مازدا، كما في العبارة الثانية، وذوا كيان مستقل عن أهورا مازدا في غيرها، ولكن المتأمل في النص يلاحظ فيه اضطرابا، ذلك لأن الفكر الخير في النص، يقوم بتعليم الحكمة، وبجهده في التعليم يكون السعي إلى أهورا مازدا، وشخصية على هذا الوجه المستقلة، وليست صفة لأهورا مازدا، فكيف إذا يكون صفة، اللهم إلا إذا كانت الرواية الشفوية، حرفت النص فشوهته، على أنه يمكن التماس تفسير، أن الفكر الخير في كل حالة شخصية مستقلة، بتقدير أنه ممثل لأهورا مازدا، وهذا يؤيد الرأي القائل، باستقلال شخصيته ويزيل اللبس والغموض.
فكرة الحساب والشفاعة، والأعياد والأخلاق عند الزرادشتيين
فكرة الحساب والشفاعة:
فنجد في الياسنا الرابعة والأربعين نصا، ننقله عن ترجمة الدكتور مولتن، يقول: "عن هذا أسألك فأبلغني يقينا، وقل على التحقيق أيها الإله المقدس، كيف أقوم بعبادة تليق بك أيها الملك المعبود، علمني أيها الواحد الحكيم كما يعلم السماوي الأرضي، كصديق حدثني كصديق، أو يأتي الحق الرءوف بعونه في حينه، ومع