نشأة الرهبنة في البوذية، ووصولها وانتقالها إلى المسيحية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فلنتحدث عن نشأة الرهبنة في البوذية، ووصولها وانتقالها إلى المسيحية:
إن المتتبع لتاريخ بوذا والبوذية يلاحظ أن بوذا نادى بتعاليم أخلاقية من أجل نشر دعوته، تتمثل في الدعوة إلى المحبة، والتسامح، والتعامل بالحسنى، والتصدق على الفقراء، وترك الغِنَى، والترف، وحمل النفس على التقشف والخشونة، وفيها تحذير من النساء والمال، وفيها ترغيب في البعد عن الزواج، وقال بوذا: من أجل أن ينتصر الإنسان علة نفسه، وعلى شهواته؛ فلا بد، وأن يتقيد بالأمور الآتية:
الاتجاه الصحيح المستقيم الخالي من سلطان الشهوة واللذة، وذلك عند الإقدام على أيِّ عملٍ، وألا يتأثر التفكير الصحيح بالأهواء لابد من الاعتقاد المستقيم الذي يصحبه ارتياح، واطمئنان إلى ما يقوم به، ولابد أيضًا من مطابقة اللسان لما في القلب ومطابقة السلوك للقلب واللسان وأن الحياة الصحيحة هي التي يكون قوامها هجر اللذات، والرجائل عنده في الأصل ترجع إلى الاستسلام للملاذ، والشهوات، وسوء النية في طلب الأشياء، والغباء، وعدم إدراك الأمور على وجْهِهَا الصحيح.
ومن وصاياه: لا تقضي على حياة حي، ولا تسرق، ولا تغضب، ولا تكذب، ولا تتناول مسكرًا، ولا تزني، ولا تأكل طعامًا نضج في غير أوانِهِ، ولا ترقص، ولا تحضر مرقصًا، ولا حفل غناء، ولا تتخذ طيبًا، ولا تقتني شرابًا وفيرًا، ولا تأخذ ذهبًا ولا فضة.