داخل بعضهما الأولى مخصصة للصلاة والنوم، والثانية والثانية للاستخدام اليومي، ولهما باب واحد، وإذا وصل عدد القلابة إلى مائة فتسمى إسكيني، كذا نقلًا عن كتاب الرهبنة.
١٠ - العكاز: وهو رمز للسلاح الروحي الذي به فلق موسى البحر، وأما الإسكين الكبير وهو الذي يعطى للراهب بعد أن تتأكد فضائله، أو تقواه مع ملاحظة أن الزي في العصر الحالي يخضع للمتغيرات الزمنية، والمكانية إلا مع هذا هو إشعار للرهبنة، ومذكر بها سواءً في الديانة البوذية، أو النصرانية.
وقد ذكر الإمام محمد أبو زهرة في كتابه (مقارنات الأديان): الديانات القديمة ذكر أكثر من ستة وأربعين مقابلة تأثرت بها المسيحية المحرفة من البوذية؛ مما يؤكد عملية التأثير، والتأثر بين السابق واللاحق.
موقف الإسلام من الرهبنة
ونختم هذا المبحث بموقف الإسلام من الرهبنة حيث نضع رهبنة بوذا والنصارى في ميزان العقل والدين؛ فالمسلمات العقلية والدينية عما فيصل التفرقة بين الحق والباطل، ونحتكم إليها لبيان وجه الحق. والرهبنة وهل هي دواء لداء، كما أريد منها، أم أصبحت داءً لا دواء له إلا بالإصغاء إلى ما تمليه تلك المسلمات العقلية، والدينية اللذين يسلط نورهما على نظام الرهبنة في الفكرين البوذي والنصراني؟ فالدواء سيتوجه إليهما معًا، ولكل من يسلك مسلكهما ويصاب بدائهما حتى وإن كان من المتصوفة المسلمين وعلى من شاكلتهم.
وبحول الله تبارك وتعالى نشرع في المطلوب ببيان موقف الإسلام من الفكر الرهباني في البوذية والنصرانية.
أسس ومبادئ الرهبنة في ميزان الدين والعقل:
أولًا: التبتل في ميزان الدين والعقل: جعل بوذا التبتل هو الحل الأمثل لحتمية الألم الذي يأتي عن طريق الميلاد، فلو لم يولد لما كنا نشيخ، أو نموت، وعلة الميلاد هي الرغبة؛ فقتل هذه الرغبة لا يتأتى إلا بالتبتل حيث لا ميلاد؛ ومن ثم لا ألم، والتبتل يريح من هذا الوجود الذي ليس إلا وهمًا عظيمًا، وضلالًا مبينًا؛ وبالتالي يتخلص الإنسان من وهم الوجود، وألم الرغبة.
وكذلك جعل الفكر المسيحي التبتل ضروريًّا للحياة الروحية، فعدم الزواج أهم أسس الرهبنة في المسيحية، فهي عندهم الكبح الاختياري لغريزة من غرائز