وأمثاله، ومواعظه فرواها وحُفظت أقوال هؤلاء الرهبان في الصدور، وتناقلتها الأجيال حتى عهد الملك "أسوكا" حيث دونت، وكان ذلك في حدود العام ٢٤٢ قبل الميلاد، وأهم المدونات تلك هي التي عُثر عليها في جزيرة بالي بإندونيسا.
الأسس الفكرية للعقيدة البوذية
الحقيقة: الحقيقة هي الهدف الأقصى الذي يسعى البوذي إليه، لأن الحقيقة هي جوهر الحياة وتستمر وتدوم بعد موت الجسد، الحقيقة خالدة كما يقول بوذا وتواصل حياتها حتى بعد اختفاء السماوات والأرض، وآمن بوذا بوحدة الحقيقة وتشابهها في كل الأوقات وفي كل الأمكنة، كما أن الحقيقة غير قابلة للهندسة والتركيب والتنظيم، لأن الحقيقة واحدة، وتبقى على ما هي عليه بشكل دائم وغير قابلة للتغيير والتقلب، إنها مغايرة للجهالات والضلالات؛ لأن الضلالات تستطيع أخذ كل الأشكال التي تعجب الناس الذين اختاروها، لهذا السبب؛ فإن التأمل بهذه الأشكال هو شهي ولذيذ ومفرح، لكن هذه الأشكال تبقى مترجرجة، وغير ثابتة، وتحمل في داخلها عناصر التفكك، والتفتت، والتحلل.
ويؤكد البوذا أن العالم وُجد لأجل الحقيقة وعُمر لأجلها، غير أن تدخلات الفكر وتركيباته الخاطئة هي التي غيرت طبيعة الحالة الحقيقية للأشياء، وأحدثت الضلالات والجهل، والذين يقعون في شباك الضلال، والجهل تعمر الأنانية، والفجور في قلوبهم وتتولد الرغبات، والشهوات في نفوسهم، وينساقون ساعة إذن إلى البؤس، والألم