الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فتعال بنا إلى العقيدة الثانية المتمثلة في: تناسخ الأرواح:
يطلق بعض الباحثين على هذه العقيدة تعبيرًا اصطلاحيًّا آخر هو تجوال الروح، وقد يطلق عليها التناسخ فقط، ويطلق عليها كذلك تكرار المولد والتناسخ رجوع الروح بعد خروجها من جسم إلى العالم الأرضي في جسم آخر، وسبب التناسخ أو تكرار المولد هو:
أولًا: أن الروح خرجت من الجسم، ولا تزال لها أهواء، والشهوات مرتبطة بالعالم المادي لم تتحقق بعد، وثانيًا: أنها خرجت من الجسم وعليها ديون كثيرة في علاقاتها بالآخرين لا بد من أدائها فلا مناص إذا من أن تستوفي شهواتها في حيوانات أخرى، وأن تتذوق الروح ثمار أعمالها التي قامت بها في حياتها السابقة، فالميل يستلزم الإرادة، والإرادة تستلزم الفعل في هذا الجسد، وإن لم يصلح هذا ففي جسد غيره فقد خلقت الميول لتستوفى، وإذا لم تستوفِ لم ينجُ الإنسان من تكرار المولد، وإذا اكتملت الميول، ولم يبقَ للإنسان شهوةٌ ما، وأزيلت الديون، فلم يرتكب الإنسان إثمًا، ولم يَقُم بحسنة تستوجب الثواب نجت روحه، وتخلصت من تكرار المولد، وامتزجت بالبراهما سواء كان الاكتمال لجسدٍ واحدٍ، أو أجساد متعددة؛