للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس السادس

(الديانة الهندوسية (٤))

["لويزا" كتاب الهندوس المقدس]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فنواصل الكلام عن الديانة الهندوسبة من حيث "الكارما" وتناس خ الأرواح، ووحدة الوجود والانطلاق، والأخلاق عند الهندوسيين والعبادات، وما إلى ذلك مما تبقى في عناصر هذه الديانة.

علمت أن "لويزا" كتاب الهندوس المقدس لا يعرف له وضع معين، وإنما له قيمة تاريخية كبرى؛ إذ تنعكس في هذا الأدب الديني حياة الأهليين في الهند في عهدهم القديم، ومقرهم الجديد، وفيه أخبار حلهم، وترحالهم، ودينهم، وسياستهم، وحضارتهم، وثقافتهم ومعيشتهم، ومعاشرتهم، ومساكنهم، وملابسهم، ومطاعمهم، ومشاربهم ومهنهم، وحرفهم، وترى فيه مدارج ارتقاء الحياة العقلية من سذاجة البدوي إلى إلى شعور الفلسفي، فتوجد فيها داهية الابتدائية تنتهي بالارتياق، وإلوهية تترقى إلى وحدة الوجود.

وكما علمت أيضًا أن "الويدات" عبارة عن أربع كتب دينية هي "الريجويدا" و"ياجورويدا" و"ساماويدا" و"آثارويدا" وكل من هذه الويدات الأربعة يشتمل على أربعة اجزاء هي: "سمهت" و"برهمن" و"أرنيك" و"أبونيشد" والناظر إلى هذه الأقسام الأربعة.

يلاحظ أن "السمهت" تمثل دين الفطرة، أو الفكر البدائي، أما "البرهمن" فيمثل مذهب القانون، ودين الأمة التي تركت البداوة، ولن تتعمق بعد في الحضارة بـ"الأرنيك" فينقل الفكرة من القانون إلى الروح، فهو معبر تاريخي وتجيء بعده "ألفبني شيدات" حيث مذهب الروح الذي هو المرتبة العليا في سلسلة الارتقاء الديني.

وقد وضع "الأبنيشيدات" في المدة من ثمانمائة إلى ستمائة قبل الميلاد وعلمت أيضًا أن النظام عند الهندوس يقوم على الطبقات الأربع حيث يتكون المجتمع حسب الهندوسية من أربع طبقات هي: "البرهمه" و"القشتريا" و"الويشاش " و " الشودر" ومزاعم الهندوسية تصل إلى حد التمييز في مصدر ما يتكون منه أهل كل طبقة، وفي شرع منه المعروف باسم "منوسيماتري" يقولون لسعادة العالم خلق "برهمه" البراهمه من وجهه و"القشتيريين" من ذراعيه و"الويش" من فخذيه و"الشودر" من قدميه، وقد سبق تفصيل ذلك ونأتي إلى شعائر وعبادات الهندوس.

الطهارة تتوزع في الهند أماكن عديدة لها صفة القداسة عند الهندوس وهذه الكثرة العددية حصلت بالتراكم عبر السنين، ويلاحظ أن هذه المواقع التي يحجون إليها تتوزع على ضفاف الأنهار، وإن كان نهر الغانج من بينها هو الأكثر قداسة، وفيه يلقون رماد موتاهم بعد حرق جثثهم، ونهر الغانج يزعمون أنه ينبع من تحت قدمي الإله الحافظ "فشنو".

ولعل الماء يتمتع بمكانة عندهم بسبب ما فيه من فوائد من حياة عند البشر ولسائر المخلوقات، وقد اعتمد الهندوس الماء في الطهارة وطقوسهم في الطهارة بواسطة الماء نجد منها ما يتفق مع ما جاء في الشرائع السماوية، وقد يكون ذلك عندهم مستفادًا من هذه الشرائع السماوية؛ فالجنابة عندهم يتم التطهر منها بالاغتسال بالماء، كما جاء في نصوص كتابهم منه مثلًا: "إذا ما خرج المني من الإنسان؛ فإنه يتطهر بالغسل، وبالنسبة للمرأة، كذلك تغتسل بعد الحيض.

وأما بعد الإجهاض وإسقاط الحمل قبل أوانه، فالواجب معرفة كم من الأشهر مضى على حملها، بحيث تقوم بالتطهر بعد عدة أيام هي عدد الأشهر التي مضت على الحمل، وفي "منيوسماتري" تطهر المرأة بعد الإجهاض بيوم عن كل شهر من أشهر الحمل وتطهر بعد الحيض بالغسل

<<  <   >  >>