وهرعت " ديوياني " إلى أبيها لثالث مرة، وعندما طالت غيبة "كاجا" وحاول أبوها أن ينصحها بالرضا بالقضاء والقدر، ولكنها بكت بنشيج وحسرة، ولما حاول أبوها أن يحييه هذه المرة اضطرب "كاجا" في أحشائه فقال أبوها: إن عودة "كاجا" للحياة لا تتم إلا بموتي؛ ليخرج هذا من بين أحشائي، وشمل الحزن " ديوياني "؛ إذ أدركت أنها لا بد أن تفقد حبيبها أو والدها واضطربت لهذا الأمر الفاجع، ولكنَّ أباها وجد حلًّا للمشكلة، فقد علم السر " سنجيوني " إلى "كاجا" وهو في أحشائه، وقال له: الآن تشق بطني لتخرج أنت من أحشائي، وأموت أنا، ثم تعيد لي الحياة باصطناع سن جيوني معي، وتم ذلك بنجاح.
ولما أعاد "سوكر" أجاريا للحياة انحنى تلميذه أمامه، وقال: إن الشيخ الذي يعلم التلميذ الساذج يقوم مقام الأب فأنت أبي، وحيث إني خرجت من داخلك فأنت لي كذلك أم حنون.
ذلك نموذج من الأقاصيص التي اشتركت فيها ال آلهة ودونتها (مهابهارتا) وكما قلنا أنفا: إنها تتخللها أحكام وقوانين آداب فشرب الخمر يصبح معصية بعد أن خدع بسببه "سوكر أجاريا" ومن هتاف "سوكر أجاريا" محذر ً امن الخمر لا تقترب الفضيلة شارب الخمر ويزدريه الناس احتقارا هذا بلاغ، وقتل برهمي غدرا يعتبر عملا منكرا يتحدث عنه "سوكر أجاريا" طويلا محذرا " أسورا " من ارتكابه وكان ذلك بمناسبة الاعتداء على "كاجا".
ومن هذا الكتاب المليء بالأساطير إلى الكتاب الثاني (ك ِ يتا) أو (ك َ يتا) هذا الكتاب جزء من الملحمة الكبرى مهابهارتا التي تحدثنا عنها أنفا والتي كما قلنا تصف حربا شعواء بين فريقين من الأمراء ينحدران من أسرة ملكية واحدة، وينسب هذا الكتاب أو أكثر إلى كرشنا أحد أبطال الهندوس المقدسين، وكان قد اتخذ جانبا في هذه الملحمة تحت قيادة البطل أروجنا.