للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما بالنسبة لصلاة الهندوس فهي مرتان في اليوم الأولى صباحًا، والثانية مساءً، وتفسيرهم أن كل صلاة تسقط ما حصل من هفوات، وأخطاء، وذنوب حصلت من الإنسان ما بين هاتين الصلاتين فصلاة الصبح تسقط ذنوب الليل، وصلاة المساء تسقط ذنوب النهار.

ورد في هذا الموضوع في نصوص شرعهم من "نوسمتري" ما يلي على المصلي أن يقرأ في صلاة الصبح "كيتري" في قلبه وهو واقف على قدميه من انبلاج الفجر حتى مطلع الشمس، ويقرأها في صلاة المساء، وهو جالس إلى ظهور النجوم إن صلاة الصبح بهذه الطريقة تذهب كل ذنوب الليل، وصلاة المساء تذهب كل ذنوب النهار، إن من لا يؤدي هاتين العبادتين قائمًا في الصباح وقاعدًا في المساء يجب أن يطرد ك"الشودر" ويمنع من أداء الواجبات الدينية، ويحرم من حقوق المولودين ثانية.

ويلاحظ من هذا النص تشدد الهندوس في مسألة الصلاة فمن لم يؤدِّ الصلاة عندهم يطرد، ويصبح من المنبوذين، وهم الطبقة الخادمة الشودر وهذا عقاب القاسي إضافة إلى حرمانه من حقوق المولودين ثانية أي: من انتقلت إليهم روح كانت لها حياة سابقة، ولعل ذلك يشكر دليلًا على أهمية الصلاة في شعائرهم؛ ولأن الهنود مولعون بالتمسك، والاعتزال في الغابات، وعلى ضفاف الأنهار، فإن شرعهم يرشد إلى عبادة تولد الاطمئنان، وهي تلك التي يمكن أثناءها أن يمارس المرء تأمل العقلي طلبا لصفاء النفس، فقد جاء عندهم لا بأس بأن يقوم المرء بالعبادات حتى ولو بقراءة "كيتري" وحدها؛ وذلك بالقرب من نهر أو من غابة، وهو مطمئن البال مستجمع الفكر.

ويستخدم الهندوس عن طقوسهم في معابدهم برفقة الكاهن إضافة إلى الماء في النهار النار التي يوقدون بها البخور ومع ذلك الأزهار، والصلاة التي تؤدى في المعابد

<<  <   >  >>