للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقبل بوذا النساء في كنيسته بعد تردد، وأول امرأةٍ قُبلت في الكنيسة كانت خالته ومرضعته "ماها برادجاباتي" وتلتها "ياسود هرا" زوجته، وجماعة من النساء اللواتي سُمح لهن بوفاء نذورهن، ورسمهن تلميذات، ثم راهبات، لكنه طلب من تلاميذه الاحتراس من النظر إلى المرأة إلا كأمٍّ إذا كانت عجوزة، وكأخت إذا كانت صبية، وكابنة إذا كانت صغيرة.

وأمر بوذا رهبان كنيسته بعدم صنع العجائب، أو التبجح بالقدرة على صنع ما لا يقدر عليه عامة الناس، وكان حازمًا في قرارِهِ هَذَا، السبب في ذلك أن أحد الرهبان استطاع بسلطته الروحية أخذ قصعة من أعلى عمود عالي دون استخدام السلالم، أو قضيب له كلاب صغير، عم الخبر وتناقله الناس، وقالوا: إن تلاميذ بوذا يصنعون العجائب، عندما عرف بوذا بالأمر أخذ القصعة وكسرها، ومنع تلاميذه من صنع العجائب من أيِّ نوعٍ كان، خاصة وأن رهبان دير من الأديرة روجوا دعاية عن قدرات خارقة يتمتع بها الرهبان في موسم المطر، وحصول المجاعة، فأسرع أهالي القرى يحملون التقديمات للرهبان الذين عاشوا ببحبوحة، وازداد جوع الناس في المحيط، فانتقد بوذا خبث الرهبان، وحرصهم على كسب المال، أو على أشياء أخرى، وخاطبهم: "أنا أمنعكم أيها الرهبان عن استعمال الرقيات، والسحر، والصلوات؛ لأنها أشياء غير نافعة. ويعتبر أن من يجرب صنع العجائب؛ يكون قد خرج عن العقيدة البوذية.

وينتقد بوذا ما يفعله البراهمة من ابتهالات، وصلوات، وتضرع للآلهة على أمل الوصول إلى حالة الاتحاد بالإله براهما، فلا الابتهال للإله "اندرا" ولا التضرع إلى الإله "سوما" ولا التوسل إلى الإله "فارونا" بمؤدي إلى رؤية "براهما"، وهو يشدد في كلامه على استحالة رؤية الإله براهما، ويسخر من كل الممارسات الطقسية

<<  <   >  >>