وقد نشرت جريدة الأخبار القاهرية الصادرة في السادس عشر من شهر سبع سنة ألف تسعمائة وخمس وسبعين من الميلاد خبرًا عن إنشاء مكتب بالقاهرة باسم تدريبات اليوجا، وكان المكتب بخلف هذه التدريبات يباشر نشاطًا دينيًّا لتمنيع الأديان، والانتقاص من القيم الروحية التي تتضمنها، كما ثبت أنه يمول من جهات صهيونية، ولهذا أصدرت، وزارة الداخلية قرارًا بإغلاق هذا المكتب، وترحيل الأجانب الذين يعملون فيه.
ومن العقائد البوذية إلى تعاليم البوذية هل البوذية دين أو فلسفة؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتوقف على فهمنا لمعنى الدين، ومعنى الفلسفة إذا كان المقصود بالدين الإيمان بقوة علوية محيطة بنا، ومتصرفة في أقدارنا، وقبول طائفة من المعتقدات على أنها حقائق كشفت لنا؛ فإن بوذا بمقتضى هذا لم يكن صاحب دين، فقد رأيناه لا يتكلم عن الله، بل ربما سخر ممن تكلموا عنه، غير أن أتباع بوذا بعده رفعوه إلى درجة الآلهة، وقبلوا كلماته على أنها حقائق لا يتطرق إليها شك.
وهم بهذا يرفعون فلسفة بوذا إلى مستوى الدين، ويرون أنه لم يتكلم عن الله؛ لأنه هو الله فالبوذية بناءً على رأي بوذا فلسفة، ولكنها في رأي البوذيين دين، ونحن نتفق مع بوذا، ونرى أنه لم يكن نبيًّا، ولا صاحب دين ولم يتلقَّ وحيًا، إنما هو باحث فيلسوف مفكر عاش على الأرض، وفكر فيما حوله من الأشياء، ورأى ما ينزل بهم من متاعب، وانتفع في تفكيره بما سبقه من فلسفات، وأفكار، واهتدى إلى نتائج بعضها من نتائج من سبقوه.