في تاريخ الأديان؛ لأن الكبت العنيف الذي تفرضه الرهبانية لا يمكن تنفيذه، ويؤدي في النهاية إلى نتيجة عكسية وانحرافات ومفاسد.
د- ومن الأوجه المشابهة أيضًا عبادة الرهبان، والقديسين، فالبوذيون يعبدون بوذا، ويعبدون جميع الرهبان القديسين، ويعتبرونهم واحدًا من الثالوث المقدس كذلك النصارى، فقد غلو في نبيهم عيسى -عليه السلام- فجعلوه شريك الله -سبحانه وتعالى- وجزءً منه وإلها آخر معه غلو في قديسيهم، وصالحيهم فعبدوهم من دون الله، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في قوله تعالى:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَم}(التوبة:٣١).
وبالموازنة بين الأقوال المنسوبة إلى بوذا والأقوال المنسوبة إلى المسيح في الإنجيل أو الأناجيل المحرفة نجد بينهما تشابها كبيرًا، وهذه بعض النصوص من الكتاب البوذي تري "بيتاكا" وبعض الأناجيل المسيحية.
أ- في تري "بيتاكا" أوصى بوذا أتباعه بأن يطرحوا الدنيا جانبًا، ويتنازلوا عن بيوتهم، وأموالهم، وأهاليهم، ويؤثروا الفقر، والعيش على التسول، وفي الإنجيل ماتا الإصحاح التاسع الفقرة السادسة إلى الثانية والعشرين اشترط المسيح على من يريد دخول الدعوة أن يتنازل عن أملاكه، ويؤثر الفقر ليدخل في ملكوت الله، وقال للشاب الغني لما سأله عن العمل الصالح الذي به الحياة الأبدية: إن أردت أن تكون كاملًا؛ فاذهب، وبِعْ أملاكك، وأعطي الفقراء؛ فيكون لك كنز في السماء، وتعالى اتبعني.
ب- وفي إنجيل مرقص الإصحاح العاشر الفقرة الثامنة والعشرون إلى الثلاثين قول بطرس أحد حوارييه:"ها نحن قد تركنا كل شيء، واتبعناك قال يسوع: "الحق أقول لكم ما من أحد ترك لأجلي، ولأجل الإنجيل بيتًا، أو إخوة، أو