للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ترتديها بنت التلميذ، هل أنت بلهاء إلى هذا الحد؟! فغضبت سيرمستها وأجابت: أنا بنت ملك يذكره الناس شاكرين أياديه، وأنت بنت رجل يعيش على الإحسان، عشيرتي عشيرة البر، وعيشرتك عشيرة الاستعطاف والتسول. وأخرجت كل منهما ما في جعبتها من الحقد، ولم يقنع البراهمة بعد ذلك إلا بعقوبة قاسية تقع على بنت الملك، واختارت ديوياني العقوبة التي ترضيها، وهي أن تصبح بنت الملك خادمة لها في المنزل الذي ستتزوج فيه.

وهكذا كان هناك سخط من كل الطبقات ضد استبداد البراهمة، وكان الكشتريا أكثر الطوائف سخطًا، ثم كان لقوتهم المسئولين عن مقاومة طغيان البراهمة وجبروتهم، وكذا دب في نفوس أبناء الكشتريا إحساسًا بضرورة الثورة، وقوي هذا الإحساس على مر الزمن حتى جاء القرن السادس فإذا بالإحساس يصبح واقعًا، فهبت ثورتان كبيرتان في وجه الهندوسية يقود مهاوير إحدى هاتين الثورتين، ويقود غوتاما ثانيتهما، وكما تحدثنا عن البوذية التي قادها غوتاما الذي لقب البوذا، فنحن الآن مع مهاوير الذي تزعم الجينية.

مهاوير زعيم الجينية، ماذا عنه وعن بيته وولاته ونشأته؟

بيت مهاوير وولادته ونشأته:

ينحدر مهاوير من أسرة من طبقة الكشتريا التي تسيطر على أمور السياسة والحرب، وكانت أسرته تقيم في بيسارة وهي بالقرب من المدينة المسماه الآن بتنا بولاية بي هارب، وكان أبوه سيد هارتا عضوًا في المجلس الذي يحكم المدينة، أو قطاع المحاربين فيها، وتزوج سيد هراتا من بنت رئيس هذا المجلس واسمها تيريسالا، وارتقت مكانت وسيد هراتا حتى وصفته بعض الروايات بأنه كان أمير المدينة، أو ملكها، وكان مهاوير الابن الثاني لوالديه؛ ولذلك آلت الإمارة إلى أخيه عقب وفاة الأب.

<<  <   >  >>