للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي القرن الخامس الميلادي عقدوا مجلسًا آخر بمدينة ولابهي حيث تقرر الرأي الأخير حول التراث الجيني المقدس. أما لغة هذا التراث فكانت اللغة المسماة أردها مجدا، فلما انتجهت النية إلى حفظه وتدوينه اختيرت اللغة السنسكريتية وكانت لغة أردها مجدا هي لغة هذا التراث قبل الميلاد، أما اللغة السنسكريتية فقد حلَّت محالها في القرون الميلادية الأولى. وسنختار من هذا التراث المقدس بعض نماذج تشرح لنا أهم اتهجاهات الفلسفة الجينية.

اليواقيت الثلاثة: يقول الجينيون: إن الحياة الدنيا تعاسة مستمرة وشقاء متصل، نعيمها زائل، والعيش فيها باطل، نطمح فيها إلى الخير فننال شرًّا، ونبتغي السعادة فتصيبنا الشقاوة حتى نموت. ولم تنتهِ حسراتنا ثم نحيا حياة قد كسبتها أيدينا، خيرها تهلكة فكيف بشرها؟!

وتدوم عجلة الموت والحياة، فيا لنا من خاسرين، ولا دواء إلا بأن ننزع، ونزهد في الحياة وترفها، ولكن هناك شيئًا يجعلنا نتمسك بالحياة، ويزين لنا باطلها، ما هو؟ إنه الغواية التي تخلق العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة، والجهل المشين، وهذه تكسو الروح بالظلام، ويتراكم الظلام فتعمى الروح وتسير على غير هدى، تحب الحياة وشهواتها، وتسير في طريق الضلال، وتظل الروح على هذا الوضع بين الموت والولادة حتى ينبثق النور، إما من أعماق الروح بطريق الصدفة أو الإلهام، وإما بقيادة العرفاء والمبشرين وهدايتهم، وليس هذا النور إلا السبيل المثلث، أو اليواقيت الثلاثة التي من اتبعها وصل إلى بر السلامة.

وهذه اليواقيت هي:

<<  <   >  >>