للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجديدة الوافدة حملت معها رهطًا من الآلهة الذين لا يمتازون كثيرًا عن البشر، أمثال أمبتبها حاكم الجنة، وكوانين إله الرحمة، وأضافت إلى الآلهة الصين عددًا من اللاواهان والأرباط، وهم ثمانية عشر قديسًا من أتباع بوذا الأولين الحاضرين دومًا؛ لتقديم المساعدة لبني البشر، ولتخليصهم من عذاباتهم وآلامهم، واستقرت البوذية في الصين وتلقفها الصينيون البسطاء، وحضنوها إلى جانب الطاوية وأقام رهبانها في الوزارات والهياكل إلى جانب رهبان الطاوية في هياكلها على كايشان جبلها المقدس، ثم سرعان ما تشعبت البوذية في الصين إلى عدة طوائف بسبب تداخلها مع المعتقدات الطاوية، والكونفشوسية، وأبرز هذه الطوائف أو المدارس مدرسة البلاد النقية التي يؤمن أتباعها بأمتبها البوذا المفضل بالولادة الثانية في نعيم هذا الإله.

وتعتبر هذه المدرسة من أقدم المدارس البوذية في الصين؛ إذ أن النص الذي يحتوي على نص ذاك النعيم، ورواية أمبتبها تُرجمت إلى اللغة الصينية في أوائل القرن الثاني الميلادي.

ومدرسة التأمل أسسها في القرن السادس الراهب البوذي الكبير بوذيذا راما، الذي عُرف عنه أنه عندما وصل إلى لويانغ بقي فيها تسع سنوات يتأمل مسمرًا عينيه إلى جدار، وتضيف الرواية أن هذا الراهب، وهو في هذه الحالة -حالة التأمل- خاف أن تنطبق أهداب عينيه فقصها ورماها أرضًا، فنبتت بعد حين، وصارت أول شجرة شاي تحرم أوراقها المغلية الرهبان من الاستسلام إلى التعب خلال تأملاتهم.

ومن أهم تعاليمه أن الوحي لا يهبط، والإشراق لا يتم بالمعرفة، بل بالتأمل، ولذلك دعت هذه المدرسة بمدرسة التأمل، ثم مدرسة الأسرى وهي مدرسة

<<  <   >  >>