سوى عام؛ فقد توفي الملك العظيم في الوقت الذي كان ماني فيه في بابل، وخلفه على العرش اخوه بهران الأول الذي قدر لحكمه أن يستمر من عام مائتين وأربع وسبعين إلى عام مائتين وسبع وسبعين ميلادية.
وأخذت ماني رحلته إلى الحوض الأسفل لنهر دجلى، وقد زار الطوائف المانوية التي كانت قائمة على طرفي النهر، ووصل إلى مدينة هرمز أردشير في إقليم خوزيستان، وكانت نيته أن يخرق إقليم مملكة كوشان بحاضرتيها كابل وقندهار، ويبدو انه شعر بخطر يتهدد حياته، ولهذا حاول الوصول إلى تلك الأقاليم حينما كان قادرًا على الاعتماد عن الحماية والتأييد منذ أيام أعماله التبشيرية الأولى، وفي هذه المرحلة بالذات وصله اعتراض على زيارته لأراضي مملكة كوشان، وتظهر هذه التطورات في المقام الأول مدى معرفة الموظفين الملكيين، واطلاعهم الجيد على تحركات ومشاريع سفر الشخصيات السامية، وفي المقام الثاني أن ماني أحرز منصبًا عاليًا بما فيه الكفاية لخضوعه إلى رقابة شديدة من قبل السلطات العليا.
وذلك تقليدًا لعادة أخمينية ونمط في الرقابة قديم، ويصف لنا نص قبطي الأسابيع الأخيرة من حياة ماني فيقول: عندما تلقى ماني الاعتراض الملكي رجع لتوه يكتنفه الغضب والأسف، فغادر هرمز هاردشير إلى ميسان، وتوجه من ميسان إلى أرض دجلة، ومن هناك ركب النهر إلى طيسيفون، وعندما كان على ضفاف النيل يتابع رحلته حذر أتباعه وأنذرهم بقرب موعد نيله الشهادة، وذلك بقوله "انظروا إلي واملئوا عيونكم مني يا أولادي ففي قريب سيرحل جسدي عنكم"، وهكذا عاد ماني إلى بلاد الرافدين وتوجه بسفينته شمالًا عبر نهر دجلة حتى مدينة طيسفون، وانضم إليه بعد قليل أمير من المرتبة الثانية اسمه بات، كان ماني نفسه