توجد تعاليم في قوانين "مانو أو منو" حول انتقال الأرواح، غير أنها منصوصة فقط في الفصل الأخير الثاني عشر، ويَجري بدلًا منها في الفصول الأخرى، تصوير أفكار عن تعذيب الآثمين في جهنم، وإنما في المؤلفات البرهمية المتأخرة، في "الأبوماشيدات" تسود فكرة انتقال الروح.
وحسب التصورات البرهماتية؛ فإن روح الإنسان لا تهلك بعد موته، بل تنتقل لتحل في جسد مادي آخر، أما في أي شيء ستتجسد؛ فهذا يرتبط بسلوك المرء في حياته الحالية، وقبل كل شيء بدرجة مراعاته وتقيده بالقواعد الطائفية، إن القواعد الرئيسة والأساسية هي التقيد بقواعد الطائفة، فإذا قام "شودري" بخدمة الطوائف الأخرى بكل استقامة وخنوع، مُنفذًا كافة مبادئ سلوك طائفته، فسيحظى عند وفاته، بإمكانية الولادة ثانية متقمصًا في إنسان من طائفة أكثر رفعة.
وعلى العكس فالمرء الذي يخرق مبادئ طائفته، لن يتمكن في التقمص المقبل في أن يكون في طائفة أدنى فحسب، بل ربما يتحول إلى أكثر الحيوانات وضاعة، حتى إن البرهماتيين وضعوا مقولة الذنوب التي ينال الإنسان عنها حسابًا محددًا، ولقاء الذنب السابق التصميم على المرء أن يتقمص كمندوب لطائفة دنيا، وكحيوان مقابل آثم اللسان، إما لسلوك كله ذنوب فيكون التقمص في مادة جامدة لا روح فيها، وهكذا اتخذ الإيمان القديم بالتقمص شكل عقيدة خاصة بذاتها، عن يوم حساب الآخرة؛ لتصبح في خدمة التكريس النظام الاستثماري الطائفي دينيًّا.
وأما عن "الكارما" فيقول: تَمّت في الفلسفة الدينية الهندية، وقتذاك صياغة أساس نظري لتعاليم التجدد، أي: إعادة الولادة، إنها فكرة "كارما" ومفهوم