ومن ثم يعد أهم مرجع، للوقوف على محتويات الديانة الزرادشتية وتفاصيل شرائعها، وهو سفر يحوي أمورا كثيرة من أمور الشريعة، وبعض أسس التعامل بين الناس في مجالات كثيرة.
هـ- البثتات:
أي الترنيمات أو المزامير، وهي إحدى وعشرون ترنيمة منظومة، تتلى في برج الملائكة المكرمين، والكائنات الروحية التي يسمى كل منها أباشسينات أو إزد، ويشرف كل منها على يوم من أيام الشهر الثلاثين، ويطلق عليه اسمه، وكان لكل كائن روحي، من هؤلاء ترنيمة تتلى باسمه، لأنه لم يبق من هذه الترنيمات إلا واحدة وعشرون، فالظاهر أن تسعا منها فقدت، أي أن ما بقي منها هو نحو فاني الأصل، أي أن ما يحويه هو واحد وعشرون ترنيمة حاليا، وعلى هذا فداخل هذا السفر الحذف، ولا ريب بعد ذلك أن يدخله التحريف والتغيير، في الباقي الذي لم يحذف، وقد كانت البستات نظما ثم شرحت كثيرا، وتداخلت شروحها في المتن الأصلي، فاختلط نظمها بالشرح فاضطربت أوزانها، وهذا أيضا مما يؤكد لنا، تحريف الأستاق عامة وتحريف سفر البستات خاصة.
والخردة أمستا:
أي الأستاق الصغير، وهو سفر جامع لأدعية وصلوات يتلوها عامة الشعب، وقد دونها في عصر متأخر الكاهن الزرادشتي أذريباز مهر سبند، في عهد أردشير الثاني، ويتكون معظم هذا السفر من مختارات من الأستاق كله، أما الباقي فهو توسلات أو أدعية كتبت بلغة البازند، ويشتمل الخردة على أربعة أجزاء هي:
أ- الأوعية الخمسة أجكيش، وهي أوعية تخاطب بها الشمس والقمر وغيرهما.