وكلاهما يعنيان أنها حالة انتفاء لهيب الرغبة، ومن ثم فإن الموت لا دخل له في هذه الحالة، ولا يتأتى إلا في حالة من له طابع خاص، والذي يتوقع "استوس بتا" في هذه الحياة الدنيا، يقتضيه ذلك رياضة نفسه؛ حتى يصل إلى حالة النوم، وهي المرحلة النهائية في "اليوجا" وذلك عندما ينال "سنباها" التي معناها الحرفي: هو الجمع معًا أو الفناء، وهذه الحالة تكون إما وقتية وإما دائمة. ومن الواضح أن هذه العبارات تصور حالة الروح الكاملة بعد خلاصها من الجسد.
وإليك النُّصوص التي تبين هذه النظرية في كتابه "هدبرينكا" في الفقرة الرابعة من الثالثة والسابعة عشرة: في حالة اليقظة هذه يسرع مرة ثانية بعد طوافه، ورؤيته الحسن والقبيح، إلى العودة لحالة النوم، وفقًا للمدخل وموضع الأصل وتبين "ألبير بري هدرينكا""السوسبتا" في الفقرة من ثلاثة وعشرين إلى الثانية والثلاثين: حقًّا إنه حينما لا يرى هناك بعينيه؛ فهو على التحقيق رأي، وإن لم يكن يرى ما هو عادة يرى، لا لأنه لم يكن هناك توقف لرؤية رأي بسبب عدم فقدانه أنه رأي، ما يرى لا يكون شيء آخر غير نفسه، ومنفصلًا.
حقًّا أنه حينما لا يفكر هناك، فهو على التحقيق مفكر، وإن كان لا يفكر بما تعوده من تفكير؛ لأنه لم يكن هناك توقف لتفكير مفكر، ما يفكر فيه لا يكون في شيء آخر غير في نفسه ومنفصلًا، وهذا التعبير نفسه يتكرر بالنسبة للشم والذوق والكلام والسمع واللمس والتعرف على نحو ما قيل في الرؤية والتفكير، وينهي الحكيم هذا الجزء من حديثه للملك قائلًا: "حقًّا حَيثُما يبدو أنه شيئًا آخر؛ فإن المرء يرى ويشم ويذوق ويتكلم، ويسمع ويفكر، ويَلْمَس ويَعرف هذا الشيء الآخر، ولكن أيها الملك إذا توحدت لرؤية بحر من غير تعدد، فإنه يصبح هو