للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشمس، وأشياء أخرى مثل الثور والكلب، كما ينظر الزرادشتيون نظرة تقديس إلى العناصر الأربعة، وبهذا توجد سمة اعتقاد بأشياء طيبة وأخرى خبيثة، ويؤمن الزرادشتيون أيضا بالملائكة والشياطين، ففي الزرادشتية يوجد فضائل سبع تمثل الملائكة السبع الخيرة، هذه الفضائل هي: العقل الخير والنور والحكمة والخير والتقوى والخلود والأمر الصالح، وهناك جماعة الأرواح المقدسة، التي تتألف من ستة ملائكة ذكور وست ملائكة من الإناث، وتبيح الزرادشتية أن تتولى النساء وظائف الكهنوت، ويوجد في الزرادشتية ملائكة كثيرة.

وأما بالنسبة للشياطين؛ فالشيطان في الزرادشتية يدعى بأهرمان وله جنود كثيرون، فهو إله الشر الذي يقف ضد أهورا مازدا، وهو يستنهض عددا من الكائنات الشريرة، فراحوا يتهيئون للانقضاض على كل عمل طيب يصدر عن أهورا مازدا، فبعد خلق الكون كما يعتقد الزرادشتيون، حاول أهرمان إفساد نظام الكون، فاقتحم قبة السماء فشدها، وشتت النجوم وأفسد ماء البحر وجفف الينابيع وسم النبات، وبث الأفاعي في الصحارى وعاث في الأرض فسادا.

وهكذا يعتقد الزرادشتيون نفاذ قدرة أهرمان الشيطان، على إفساد الكون وعلى إلحاق الضرر، وقتما شاء بالمخلوقات وكما شاء، وعن عدد هؤلاء الشياطين كثر، يبلغ كما ذكر أحد الباحثين تسعة آلاف ومائة وتسع وتسعون شيطانا أسودا يساعدون روح الشر، ولكن هذه العقيدة وهذا العدد مخالف للمعتقد الصحيح، إذ إن الشيطان ليس له القدرة على ما زعمه الزرادشتيون، من إفساد نظام الكون الذي ينسبونه لأهرمان، فليس للشيطان سبيل على تشويه السماء، أو تشتيت النجوم أو إفساد ماء البحر، إلى غير ذلك من أمور الكون، وما هو إلا مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

<<  <   >  >>