كذلك تدعو الزرادشتية إلى التصوف وإعانة الفقراء والمعدومين، تقول صاحبة كتاب (الدين في الهند والصين وإيران) عن تعاليم زرادشت: "إنها تحث الإنسان أن يؤدي الصدقة العملية، فإن من يعاون الفقير البائس، يسهم في إقامة دولة أهورا مازدا". وعندهم شرائع تحث على الزواج، والتوالد توالد الكائن البشري، من أجل نشر الديانة الزرادشتية، وتوطيد وترسيخ دعائم المملكة الدينية الإلهية، والانتصار للقضايا الخيرة.
وأما أعياد الزرادشتيين، فعندهم عيد النيروز ٢١ مارس أول أيام الربيع، وعيد كهنبار الذي يحتفل به في السنة ست مرات، وواجشت وهو احتفال يقام قبل مراسم كهنبار، ويوزدي ويسمى دار طلب المدين، وعيد آخر يسمى عيد السفك، وربما لهم أعياد أخر.
وأما الأخلاق عند الزرادشتية، فقد بات واضحا أن الزرادشتية، دعت إلى أخلاق فاضلة ونهت عن أخلاق سيئة، بل شددت النكير على مرتكبها، وأول ما تنادي به الزرادشتية من أخلاق الفكر الطيب والقول الطيب والعمل الطيب، ولذلك أصبحت هذه الثلاث علامة على الزرادشتية، حتى أصبح يعرف كل من يدين بهذا الدين، إذا تكلم بدت من فلتات لسانه هذه الكلمات الثلاث، الاعتقاد الصادق والكلم الطيب والعمل الصالح، هي أمهات الفضائل الجوهرية في الديانة الزرادشتية، كما نهت عن الأخلاق السيئة، التي تتناقض مع الفكر الطيب والقول الصالح والعمل الخير، ونهت عن الكبر وعن مصادقة الأشرار وعن الانغماس في الشهوات والملذات، وغير ذلك من الأخلاق السيئة، فيما يتوافق في اسمه وظاهره مع الإسلام الحنيف، الذي دعا إلى كل فضيلة ونهى عن كل رذيلة.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله صحبه أجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.